الخارجية والمغتربين: صفقة القرن ضاعفت ارهاب المستوطنين وشهيتهم لإبتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية

  تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الاعتداءات الاستيطانية المتواصلة في مختلف المناطق الفلسطينية، وتُحمل دولة الاحتلال وادارة الرئيس ترامب المسؤولية المباشرة والكاملة عن نتائج وتداعيات هجمات المستوطنين الارهابية المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وارضهم وممتلكاتهم. تنظر الوزارة بخطورة بالغة لحملات المستوطنين الهادفة للسيطرة على منطقة جنوب وجنوب غرب نابلس واقامة تجمع استيطاني ضخم فيها يفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها، بما يخلفه وينشره من خراب ودمار لاراضي وممتلكات المواطنين الفلسطينيين، ذلك كله بحماية قوات الاحتلال وبدعم واشراف المستوى السياسي في امريكا واسرائيل، وهذه المرة تحت ستار صفقة القرن.
     تعتبر الوزارة هذا التصعيد الاستيطاني التوسعي تحدياً سافراً ومكشوفاً للشرعية الدولية وقراراتها، واستخفافاً متعمداً بالدول التي تدعي حرصها تحقيق السلام على اساس حل الدولتين. تطالب الوزارة المجتمع الدولي الدفاع عما تبقى من مصداقية له، وسرعة التحرك للجم اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال والضغط عليها لوقف تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية تحت مسمى خطة السلام الامريكية، كما تدعو الجنائية الدولية الى الاسراع في فتح تحقيق رسمي بجرائم الاحتلال ومستوطنيه وفي مقدمتها الاستيطان وارهاب المستوطنين بصفتها جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية. تؤكد الوزارة ان اقدام الدول والمجتمع الدولي على فرض عقوبات على عناصر الارهاب اليهودي وعلى دولة الاحتلال يكتسي اهمية كبيرة في ردع المتورطين في تلك الجرائم وصولا الى مسائلتهم ومحاسبتهم.

     ترى الوزارة أن ميليشيات المستوطنين المسلحة وتشكيلاتهم ومنظماتهم المنتشرة على تلال الضفة الغربية المحتلة تستغل مناخات واجواء صفقة القرن ابشع استغلال، لمواصلة تنفيذ خططتها الهادفة الى ابتلاع وسرقة المزيد من اراضي المواطنين الفلسطينيين، في عملية استعمارية ممنهجة وعبر تقاسم واضح للادوار مع اذرع الاحتلال المختلفة، وفي الغالب تبدأ تلك العملية اما بقرارات مصادرة علنية او من خلال هجمات المستوطنين الاستفزازية المتواصلة على الاراضي الفلسطينية المحيطة وحرمان المواطنين الفلسطينيين من الوصول اليها والاستفادة منها، عبر ترهيبهم وصولاً الى جعل رحلة وصول المواطن الى ارضه محفوفة بالمخاطر والصعوبات التي تهدد حياته. ارتدادات هذه المنظومة الارهابية ظهرت بوضوح خلال الايام والساعات الاخيرة في اكثر من منطقة في الضفة الغربية المحتلة، ففي محافظة بيت لحم والمغير في محافظة رام الله، اقدم غلاة المستوطنين على اعدام المئات من اشجار الكرمة والزيتون، كما قامت عصابات المستوطنين باقتحام منزل عماد ابو شمسية بهدف السيطرة عليه، وبالامس القريب هاجم المستوطنون بلدة بيتا في محاولة منهم للسيطرة على جبل عرمة بعد اعتداءهم وبحماية قوات الاحتلال على مواطني البلدة، وبالامس أيضاً شرعت جرافات المستوطنين بتجريف اراضي في بلدتي قصرة وجوريش جنوب نابلس تمهيداً لاقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة، كما أقدمت جرافة اسرائيلية بتجريف اراضٍ لشق طريق استيطاني قرب قرية عقربا.