الخارجية والمغتربين: خطاب نتنياهو بعد الفوز يؤكد أنه ليس شريكاً للسلام
يتضح من نتائج الإنتخابات الإسرائيلية فوز معسكر اليمين وبرنامجه القائم على الضم والتوسع الإستيطاني، التطهير العرقي، طرد للمواطنين، مصادرة الأراضي، هدم المنازل، الإغتيالات، إنهاء حلم الدولتين وفكرة إقامة دولة فلسطينية، وغيرها من البنود التي ظهرت بشكل واضح خلال الحملة الدعائية التي سبقت الإنتخابات، والتي أكد عليها نتنياهو أيضاً في خطاب الفوز عندما تحدث بشكل صريح عن ضم الأغوار والمستوطنات، وهو ما وجد صداه لدى شريكه في نفس المعسكر نفتالي بينيت الذي تفاخر برفضه المطلق لإقامة دولة فلسطينية واعداً باسقاط أية حكومة إسرائيلية تتجرأ للحديث عن هذا الموضوع. من الواضح ايضاً أن نتنياهو الذي بدأ حملته الإنتخابية على عتبة البيت الابيض مع الاعلان عن الفصل الأخير لصفقة القرن وهو ما سمح لزعيم الليكود بتغيير حالة الجدل وأعاد ضخ الدماء الأيديولوجية في "عروق" المعسكر اليميني للتبشير ببنود صفقة القرن وثمارها المرجوة في معاقل اليمين، أي أن الدعم اللامحدود الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنتنياهو من خلال صفقة القرن ساهم بشكل رئيس في الإنتصار الذي حققه نتنياهو.
إن الوزارة إذ تدين بأشد العبارات تصريحات ومواقف نتنياهو التي وردت في خطاب الفوز، فإنها تعبر عن قلقها الشديد من نتائج الإنتخابات الإسرائيلية، وتحذر من السياسات والخطوات التي سيقدم عليها نتنياهو في حال نجح في تشكيل الائتلاف الحكومي، نتنياهو الذي قال إن حدودي تقع أين تصل طائراتي، والذي يتفاخر ليل نهار بعلاقته المتينة مع الإدارة الامريكية، ويدعي دائما بنجاح عمليات التطبيع مع العرب في ظل ضعف فلسطيني وعربي واضح، لا حدود معروفة لإشباع جشعه الإستعماري التوسعي. إن كل من يدعي الحرص على تحقيق السلام وفقاً لحل الدولتين عليه أيضاً أن يقلق وليس فقط الشعب الفلسطيني وقيادته.
إذاً، المجتمع الدولي إزاء رسالتين، رسالة الشعب الفلسطيني وقيادته التي تدعو لمفاوضات جادة فلسطينية - إسرائيلية بإشراف دولي متعدد الأطراف لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، ورسالة إسرائيلية عناوينها الضم، إسقاط حل الدولتين، وتقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وعلى المجتمع الدولي ليس فقط المقارنة بين الرسالتين، وإنما مطالبٌ بأخذ مواقف تجاه العداء الاسرائيلي المتفشي في نظام دولة الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني وضد المفاوضات وحل الدولتين. يعتقد اليمين أن صفقة القرن هي فرصة ثمينة لتحقيق الضم وفرض الأمر الواقع، وأنه لا يرى أية حاجة للتفاوض على أسس أخرى غير شروط الاستسلام التي جاءت في صفقة القرن. تؤكد الوزارة أن القضية الآن برسم المجتمع الدولي برمته، وأن مصداقية الأمم المتحدة ومؤسسات الشرعية الدولية وقراراتها على محك الإختبار النهائي وقبل فوات الأوان.