الخارجية والمغتربين// بعد 160 يوماً على حرب الإبادة المجتمع الدولي يفشل في تنفيذ أي إجراء لحماية المدنيين الفلسطينيين

المدنيون في القطاع ضحايا لاستمرار المراهنات الدولية على اخلاقيات نتنياهو وجيشه 

بعد 160 يوماً على حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا لم يتمكن المجتمع الدولي وجميع المؤسسات الأممية من تنفيذ أي إجراء من شأنه حماية المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك ترجمة المواقف الدولية والأمريكية وقرارات الأمم المتحدة والأمر الاحترازي لمحكمة العدل الدولية وتحويلها إلى خطوات عملية تضمن هذا الهدف الإنساني السامي، بما يبرز مشكلة مزدوجة وجدية في التعاطي مع هذه القضية، فمن ناحية تواصل الحكومة الإسرائيلية تعطيل أية قرارات أممية بهذا الشأن ولا تعير أي اهتمام للمناشدات والمطالبات الدولية والأمريكية الخاصة بحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، بل وتمعن في تصعيد ارتكابها للمجازر الجماعية كما هو حاصل حالياً في القصف الوحشي المستمر سواء ضد المدنيين الذين ينتظرون المساعدات كما حصل على دوار الكويتي مؤخرا، والقصف الذي يتركز في دير البلح وخانيونس والوسطى ويتسع بالتدريج في رفح، أو تفشي المجاعة في صفوف المدنيين خاصة في شمال القطاع والتي تتزايد اعداد الشهداء بسببها وفي مقدمتهم الاطفال، دون محاسبة أو عقاب من المجتمع الدولي. أما الوجه الاخر لهذه المشكلة الكبرى فهو يتخلص في ضعف مستوى ردود الفعل الدولية تجاه إبادة شعبنا واكتفاء الدول المراهنة على اخلاقيات نتنياهو وأركان حربه وجيشه دون نتيجة، وتمسك الدول بتوجيه المطالبات للحكومة الإسرائيلية وبصيغ تترك المجال واسعاً أمام إسرائيل للتهرب من استحقاقات تلك المواقف الدولية، وهنا تؤكد الوزارة أن استمرار تكرارا المناشدات الدولية والمراهنة على انسانية الاحتلال باءت بالفشل، ولا تعدو كونها شكلية، غير فاعلة، لأنها لا ترتبط بضغوط حقيقة تجبر دولة الاحتلال على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم كالتزام واجب الوجود على القوة القائمة بالاحتلال وليس منة أو كرم أخلاق من نتنياهو، حيث لا يحق للجانب الإسرائيلي تحويل مبدأ حماية المدنيين وإدخال المساعدات كقضية للمساومة والابتزاز.

تنظر الوزارة بخطورة بالغة للعجز الحاصل في الموقف الدولي تجاه المدنيين الفلسطينيين وتعتبره يرتقي لمستوى التواطؤ مع مصالح الاحتلال ومخططاته ومسار حرب الإبادة على شعبنا الذي يقرره نتنياهو. وفي هذا الإطار تؤكد الوزارة أن استمرار حديث عدد من الدول عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد مرور أكثر من ٥ اشهر على حرب الإبادة، وفي ظل استحالة حماية المدنيين مع استمرار القصف، فإن هذه الحجة باتت تشكل غطاءً يستخدمه الجانب الإسرائيلي لاستكمال إبادة شعبنا وتهجيره بالقوة.