وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
حسبة الخليل... ذكريات على وقع التهديد والهدم
3
/ Categories: آخر ألاخبار

حسبة الخليل... ذكريات على وقع التهديد والهدم

بحسرةٍ وألم يتذكّر الفلسطيني الحاج خالد مرتضى أبو عيشة حياة كاملة قضاها في "الحسبة" في قلب مدينة الخليل القديمة، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بالقرب من الحرم الإبراهيمي. وما احيا الذكريات مرارة إعلان الاحتلال الاسرائيلي عن نيته هدم حسبة الخليل واقامة حي استيطاني جديد على انقاضه.

وبصوت يملؤه الألم: " أنا ولدت في هذه المنطقة، وكان والدي يملك بعض من هذه المحلات التجارية، ولم يكن حينها يوجد أي مستوطن أو يهودي ولا أثر لأي إنسان... "

وكانت اسرائيل قد أغلقت "إسرائيل" السوق أمام الفلسطينيين لمدة ستة أشهر في البداية، عقب مجزرة الإبراهيمي التي نفذها المستوطن "باروخ غولدشتاين" (25 فبراير/شباط 1994، 15 رمضان 1414هـ)، وأغلقت المحلات امام أصحابها والمواطنين نهائيا منذ العام 2000، وأضاف "وكواحد من أصحاب المحلات جئنا للمحلات في العام 2002 لنعيد فتحها ولنعتاش منها، لكن وجدنا المحلات تم نهبها وسرقتها، وعُدنا إليها مرة أخرى ليقال لنا أنها أصبحت منطقة عسكرية مغلقة يُمنع الخروج والدخول إليها، فأصابنا الجحيم.. لمين بدنا نناشد، هذه الأوراق والثبوتيات وشهادات التي تثبت تعرضنا للسرقة لشرطة الاحتلال التي تقتل القتيل وتمشي بجنازته....". يُذكر أن الحاج أبو سنينة يملك اوراق ثبوتية لهذه المحلات التجارية والتي يدعي الاحتلال الاسرائيلي ملكيته لها.

ولاقى القرار الاحتلالي سخط كبير في الشارع الفلسطيني على المستويين الرسمي والشعبي، لا سيّما بين أبناء المدينة وسكان البلدة القديمة الذين لا تفصلهم عن "الحسبة" سوى أمتار قليلة. وعند سؤال الحاج أبو عيشه عن "الحسبة" أيّام زمان، قال سوق الجملة، الذي يُسمى أيضًا "الحسبة" و"سوق الخضار"، كان يُعد أحد أهم أسواق مدينة الخليل في البلدة القديمة، حيث كانت الأسواق العتيقة في البلدة القديمة تعجّ بالمتسوّقين. ويعود تاريخها إلى تاريخ بناء حارات البلدة العتيقة، في الفترة الصّلاحيّة والمملوكيّة من بعدها. ومن أهم أسواق الخليل القديمة: "سوق حارة القزّزين، وعين العسكر، والشّلّالتين، وسوق الخضار، وباب الخان، والسّهلة، والكراجات"، وكانت هذه الأسواق عامرة بالمتسوّقين، من طلوع الفجر وحتّى أذان المغرب.

ومن جهته قال رئيس بلدية الخليل أ. تيسير أبو سنينة: "أن هذا القرار من أخطر ما أتخذ من قرارات منذ قيام الاحتلال حتى الآن. مضيفا: هذا القرار يصادر ويبني مستوطنة في قلب مدينة الخليل، ويشكل تواصل جغرافي بين البؤر الاستيطانية الموجودة ومع مستوطنة كريات أربع، وتجعل الحرم الابراهيمي في مركز هذه المستوطنة وبالتالي انشاء مدينة استيطانية متكاملة.

واكد أبو سنينة أن القرار الاسرائيلي جاء بعد قرار الأمريكي باعتبار الاستيطان شرعي، والذي أدى الى استفراد الاحتلال بالشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة الخليل.

وتابع، هذا اعتداء كبير على المواطنين في مدينة الخليل وتصاعد هذه الاعتداءات، يؤكد ويكرس انقسام المدينة الى قسمين غير مترابطين ويقضي على آمال فتح شارع الشهداء، ويؤكد على ضرورة توفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني لحماية ارواحهم وممتلكاتهم".

الجدير بالذكر، أنه وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت في فبراير/ شباط من العام 1994، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي "الحسبة" أو "سوق الجملة" على مدى أشهر، ثم عاودت فتحه أمام الفلسطينيين والباعة، لكنّها أغلقت السوق من جديد خلال الانتفاضة الثانية، وبهذا عمدت إلى قطع شريان الحياة الاقتصادية للفلسطينيين في مدينة الخليل إلى جانب عمليات إقفال مواقع مفصلية بالنسبة إلى سكان البلدة القديمة في الخليل، لعلّ أبرزها شارع الشهداء، بالإضافة إلى إقامة حيّ استيطاني تحت اسم "أبراهام أفينو" في عام 1984.

يشار الى ان وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينت، صادق على اقامة مخطط حيّ استيطانيّ جديد في قلب مدينة الخليل الفلسطينية، ما يستوجب هدم "سوق الجملة" أو "الحسبة" الذي سبق أن أغلقته قوات الاحتلال أمام الفلسطينيين.  وبتدشين الحي الاستيطاني الجديد، يرتفع عدد الأحياء داخل البلدة القديمة إلى خمسة بالإضافة إلى مستوطنة "كريات أربع" على أطراف البلدة، بحسب معطيات لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجنة إعمار الخليل القديمة، وتجمع شباب ضد الاستيطان.

فريق وحدة الاعلام في وزارة الخارجية والمغتربين زار هذه المنطقة واطلع على واقعها المأساوي، حيث تضع قوات الاحتلال الاسرائيلي بوابة حديدة تمنع أي فلسطيني من الدخول إليها في حين يرتع المستوطنون واطفالهم في شوارع الحي والتي وللأسف لا تبعد سوى أمتار قليلة عن الحرم الإبراهيمي الشريف.

Print
2104
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى