وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
وادي الحمص... واقع مرهون بأمل مسلوب
6
/ Categories: آخر ألاخبار

وادي الحمص... واقع مرهون بأمل مسلوب

وادي الحمص... واقع مرهون بأمل مسلوب

تقرير خاص إعداد : صوفيا دعيبس، نجلاء أبو شلبك، ميار رنتيسي.

مونتاج: د.محمد بدر.

لم يستطع الشاب علاء عميرة من مفارقة موقع "منزل العمر" المهدم في حي وادي الحمص بقرية صور باهر بعد أن صادقت  المحكمة العليا الاسرائيلية  مؤخراً على قرار هدمه وهدم ما يقارب 100 شقة سكنية وتشريد عشرات العائلات جنوب مدينة القدس المحتلة ، مستعينة  بـ 900 عنصر  من قوات الاحتلال وعشرات الآليات العسكرية لتنفيذ أكبر عملية هدم جماعي منذ 1967.

يقف علاء صامتا ومشتتا يراقب أحجار منزله وغبار المتفجرات الذي لا يزال ينبعث في الهواء ليذكره بما حدث فجر يوم الاثنين ،وكأن صوت المنشآت العسكرية الاسرائيلية التي لا تزال تجوب المكان لم تكن كافية لفعل ذلك." يقول علاء: " كنت اراقب أعداد الجنود المهولة وآليات الهدم التي اشتاحت المكان في تمام الرابعة صباحاً، بعد أن أعلن الجيش الاسرائيلي حي وادي الحمص منطقة عسكرية مغلقة واستمرت عمليات الهدم  فيه حتى الثامنة مساء  أمام أعين أهل القرية الذين باشروا بتوفير الحماية والمأوى للمتضررين فور انسحاب قوات الاحتلال ."

يذكر  أـن حي وادي الحمص يقع ضمن المناطق المصنفة "أ"  في الضفة الغربية ،التي تخضع للسيطرة الفلسطينية ( أمنياً وإدارياً) وفقا لاتفاقية أوسلو عام  1993. وكما أوضح أهالي الحي ،فإن المباني التي تم هدمها والواقعة على حدود جدار الفصل العنصري مرخصة من قبل وزارة الحكم المحلي الفلسطينية ، ولا يحق للمحتل أن ينتزع ملكيتها التي ورثها ابناء المنطقة عن أجدادهم، في انتهاك صارخ للقانون الدولي و الانساني .

                        

                           الشاب علاء عميرة. 23) تموز،2019(      

 

و كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد هدمت 10 مبانٍ من أصل 16 مبنى مخطرًا بالهدم، تضمّ في مجملها أكثر من 100 منزل، بعضها مأهول بالسكان والبعض الآخر قيد الإنشاء. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" يواجه 17 فلسطينيًا، من بينهم تسعة لاجئين، خطر التهجير، ويواجه أكثر من 350 آخرين خطر فقدان ممتلكاتهم بسبب هذه القرار.

" صحينا على أصوات الطيارات وريحة الديناميت معبية  الحارة." يقول الطفل قيس  ذو السبعة أعوام ، الذي شاهد مذعوراً منزل جيرانه يهدم بينما كان يتابع الحدث من نافذه منزله، رافضاً وضع عازلات الصوت في أذنه التي وزعتها قوات الاحتلال على أهالي القرية .

 

 الطفلين قيس وصهيب. ( 23 تموز، 2019)

 

ولم يتوقف الأمر على المباني المهدومة فحسب، بل اندلعت مواجهات في المنطقة أصيب على إثرها العشرات من السكان من حي وادي الحمص والمناطق المجاورة جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالضرب، ورشهم بالغاز الحارق على الوجه خلال عمليات الهدم المتواصلة ، إضافة إلى إطلاق قنابل صوتية حارقة وغازية ورصاص مطاطي عليهم بهدف تشتيت تكاتف أهالي المنطقة.

لم تكتفِ قوات الاحتلال الإسرائيلي بهذا القدر من الهدم والضرر، إذ تعتزم استكمال عمليات الهدم للمباني الأخرى المخطرة بالهدم في الأيام القليلة القادمة،  كما أورد جعفر أبو حامد أحد مالكي البيوت المهدمة.

تواصل سلطات الاحتلال تغذية مشروعها الاستيطاني مستعينة بسياسات استراتيجية تقوم على التطهير العرقي للوجود الفلسطيني وتفريغ هويته بالكامل من المنطقة من جهة  وبناء وتوسيع البؤر الاستيطانية من جهة أخرى. و تجسيداً لمقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"  تعد  قرية صور باهر أحدث ضحية مستهدفة من قبل اليمين الاسرائيلي قبيل انتخابات الكنيست في شهر سبتمبر المقبل مرتكزة لحجج أمنية وقضائية واهية.

وكما استندت حكومة الاحتلال لحجة " تنظيم القرى والمدن"  لإصدار قرار هدم قرية الخان الأحمر شرقي مدينة القدس المحتلة وتشريد 21 أسرة بدوية في شهر مايو لعام 2018، تلجأ الجهات القضائية الاسرائيلية هذه المرة للحجة الأمنية في حي وادي الحمص مستحضرة أوامر عسكرية تتيح "هدم الأبنية الغير مرخصة في المناطق المغلقة وتشريد أهاليها".   

 

 

 قرية الخان الأحمر (11 تموز،2018) المصدر: الجزيرة نت.

 

تعد عملية الهدم الجارية جريمة حرب طالت أكثر من 100 شقة كمرحلة أولى بحجة قرب البنايات من جدار الفصل العنصري وتحديداً البنايات التي تم تشييدها بعد عام 2011، وإذا ما تم ذلك فإنه سيصار إلى هدم آخر في المنطقة سيشمل حوالي 225 شقة أخرى، وحتى الآن لم يصدر قرار بذلك.

يهدف التطهير العرقي للوجود الفلسطيني بالأساس إلى عزل القدس المحتلة عن محيطها مقابل التوسع الاستيطاني الذي يتمدد في كل الاتجاهات على حساب الأرض الفلسطينية، ولتحقيق ذلك فإنّ كافة الجهات والمحاور الإسرائيلية تتكاتف لتنفيذ مخططاتها المشرعنة بغطاء قانوني توفره المنظومة القضائية التابعة للمحتل.

 

ركام منزل الشاب محمد أبو طير. ( 23 تموز، 2019)

 

علاوة على الضرر المادي والمعنوي لضحايا عمليات الهدم، لم يتمكن الشاب محمد أبو طير من معاينة منزله بعد الهدم وذلك بسبب فرض الحبس المنزلي عليه في منزل والده في قرية أم طوبا المجاورة، لذا يقف  والده في موقع الحدث حاملا صوت ولده واصفاً مصابه بانه " نتاج فعل إجرامي وظالم وقامع " ، موضحاً أن دولة الاحتلال لم تتجاهل فقط قرارات الشرعية الدولية  والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، بل ونزعت قانونية التراخيص والتصاريح التي حصل عليها اهالي القرية.

وكما تقول أم الشاب جعفر  أبو حامد " صحيح الاحتلال سلبنا الحجر والشجر، لكن سلامة ولادي وصمود الوطن  ببعثوا فينا الأمل."

 

 

Print
1387
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى