وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
موسم الزيتون.. أمل محفوف بالألم
8
/ Categories: آخر ألاخبار

موسم الزيتون.. أمل محفوف بالألم

تتصاعد حدة اعتداءات المستوطنين قبيل وأثناء موسم قطف الزيتون ضد شجرة الزيتون الفلسطينية ورمزيتها، وضد الوجود الفلسطيني تارةً من خلال منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون، وأخرى من خلال الهجوم والاعتداء على المشاركين منهم في هذا الموسم، وتارةً من خلال حرق وإبادة وتقطيع مئات أشجار الزيتون في عديد المناطق في الضفة الغربية المحتلة أو سرقة محصول الزيتون كما يحدث كل عام.

وتتم هذه العربدات والاعتداءات بغطاء سياسي وعسكري من الحكومة الإسرائيلية الرسمية، الأمر الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من المشروع الإسرائيلي الاستعماري التوسعي الهادف لضم الضفة الغربية المحتلة وفرض القانون الإسرائيلي عليها. إذ يمنع المستوطنون بحماية جيش الاحتلال المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، سعياً لفرض حالة من التوتر والخوف على هذا الموسم الاقتصادي المهم؛ مما يؤدي إلى عدم تمكن المواطنين الفلسطينيين من قطف ثمار أشجارهم والوصول إلى أراضيهم بسهولة. إضافة لاستمرار عمليات مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها وإغلاق الطرق المؤدية إلى أشجار الزيتون أو إغلاقها بالبوابات كما يحدث في عموم الضفة الغربية وخاصة في المناطق التابعة لمحافظة نابلس.

ففي قرية الساوية جنوب محافظة نابلس، وتحديداً في منطقة جبل الشونة القريب من مستوطنة "عيلي"، وثقت عدسة وزارة الخارجية والمغتربين انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه ضد المواطنين الفلسطينيين وارضهم وممتلكاتهم، والتقى فريق الوزارة بالأسيرة المحررة ميسر عطياني التي لم تستطع أن تخفي حزنها على أرضها المهددة بالمصادرة من الاحتلال الاسرائيلي، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة.

الأسيرة المحررة ميسر عطياني

تحتاج ميسر والمزارعون ساعة ونصف للوصول لأراضيهم سيراً على الأقدام، مما يضطرهم أحيانا لركوب جرار زراعي للوصول في وقت أقصر ولكسب الوقت المحسوب عليهم خلال الأيام التي يتم التنسيق لهم فيها لدخول أراضيهم.

وبحسب دراسة حالة أجراها معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) في شهر آب من العام الجاري، يُذكر أنّ عمليات التجريف الإسرائيلية تأتي ضمن مخططٍ استيطاني تم ايداعه والموافقة عليه في شهر آذار من العام 2019 والذي يحمل رقم יוש/ 5/ 171 ويقضي بمصادرة 56.8 دونماً من الأراضي الفلسطينية التابعة لقرى اسكاكا والساوية واللبن الشرقي وتحديداً في الحوض رقم 6 من أراضي قرية الساوية؛ إذ يهدف هذا المخطط إلى تغيير استخدام الارض في المنطقة من أراضٍ زراعية وطريق إلى منطقة موقف ومركز مواصلات، ومنطقة مكاتب، بالإضافة الى منطقة تجارة ومواصلات، ومناطق مفتوحة وطرق.

المخطط الاستيطاني الاسرائيلي رقم יוש/ 5/ 171 

ففي كل عام تتجه السيدة عطياني برفقة عائلتها وعدد من المتطوعين المحليين والأجانب لقطف الزيتون، بناء على تنسيق مسبق قابل للتغيير في أي لحظة. لكن هذا العام كان مختلفاً نتيجة منع الاحتلال لهؤلاء المتطوعين من القدوم للمساعدة.

قوات الاحتلال تمنع السيدة عطياني من التواجد في أرضها

من جهته، أكد رئيس مجلس قروي الساوية السيد مراد أبو راس أنّ الساوية والقرى المحيطة تواجه التوسع الاستيطاني في أراضيهم وإقامة شبكات طرق ومحطة للحافلات وغيرها، وأضاف أنّ الاحتلال لم يكتفِ بذلك فحسب، بل إنه يمارس السياسات المباشرة وغير المباشرة التي سعت ولا زالت تسعى لمصادرة أكثر من 4000 دونم. فيعدّ منع المزارعين من حرث أراضيهم، حتى ولو كان هنالك تنسيق مسبق، من هذه السياسات المباشرة، الأمر الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأراضي وهو ما يؤثر على أشجار الزيتون التي يصل عمر بعضها إلى مئات السنين؛ وتباعاً على نوعية وكمية الزيت. يهدف كل هذا إلى جعل هذه الأراضي مهجورة من أصحابها، مما يسهل ويعطي غطاء للاحتلال للسيطرة عليها بحجة أنها أراضٍ بور ولاحقاً تصبح أملاك دولة، وقانونياً يبيعها الاحتلال لشركات خاصة تقوم ببناء مستوطنات جديدة على تلك الأراضي.

ويتابع ابو راس وعطياني حديثهما بالقول "يقوم المستوطنون بسرقة الزيتون والزعتر البلدي من أراضي المزارعين، حتى أنهم سبق وقاموا بسرقة مفارش الزيتون المقطوف؛ مما يسبب خسارة للمزارع، الذي قد يضطر لقطف الزيتون مبكراً مما يؤثر على نوعه وكمه، أو قد يضطر المزارع لشراء الزيت لعدم كفاية زيته من أرضه".

 ورغم كل هذا وذاك، تؤكد عطياني قائلة " حتى لو كان الموسم شحيح، بدنا نضل نيجي عأرضنا، لو بنلقط قنينة زيتون وحدة"!

Print
600
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى