وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
السرطان الاستيطاني يلتهم قلب الخليل
6
/ Categories: آخر ألاخبار

السرطان الاستيطاني يلتهم قلب الخليل

سعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ احتلال مدينة الخليل 1967 ، الى تقسيمها إلى قسمين، وتقسيم الحرم الإبراهيمي كذلك، وجاءت التقسيمات كالتالي: منطقة “H1” وتشكل مساحتها 80% من مساحة المدينة الإجمالية؛ وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينيةومنطقة “H2” وتشكل مساحتها 20 % من مساحة المدينة، وتتركز في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل؛ وتخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية. ليس هذا فحسب بل سارع الاحتلال ببناء أكبر عدد ممكن من البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة ومحيطها وهي المدينة الوحيدة التي تحوي في داخلها بؤرا استيطانية. ومنذ تلك اللحظة انتهج الاحتلال سياسات عنصرية لتفريغ سكان البلدة القديمة منها، ومصادرة العديد من المنازل والمحال التجارية بالقوة بالاضافة الى مهاجمة المستوطنين للمواطنين الفلسطينيين في البلدة القديمة، وإغلاق شوارع رئيسية كشارع الشهداء الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة لمدينة الخليل.

يعاني سكان البلدة القديمة في الخليل واصحاب المحال التجارية والزوار من كافة انحاء العالم من مضايقات الاحتلال في منطقة الحرم الإبراهيمي، تتمثل في بوابات التفتيش قبل دخول الحرم، والمضايقات المستمرة من المستوطنين الذين يمرون من أمام الحرم باتجاه الجزء الذي قسم لهم، كما ويمنع الأذان في بعض الأحيان داخل الحرم، بحجة إزعاج المستوطنين اليهود.

يشير مدير عام لجنة اعمار الخليل  السيد عماد حمدان  لطاقم وحدة الاعلام الذي زار المدينة، الى خصوصية مدينة الخليل والوضع السياسي بسبب وجود المستوطنات والمستوطنين في قلب المدينة وفي محيط المدينة، 5 بؤر استيطانية داخل المنطقة، ومحاول الاحتلال التشبيك بين المستوطنات وتفريغ المنطقة، عن طريق تهجير السكان من خلال تضييق الخناق على السكان الفلسطينيين (اوامر عسكرية- منع تجول- اعتداءات المستوطنين)، بالإضافة إلى الهجرة القسرية للعائلات التي فقدت مصدر رزقها، ويضيف حمدان ان المستوطنات المحيطة يحرسها نحو ألف جندي  يتمركزون في أربعين بؤرة عسكرية وبرج مراقبة على أسطح منازل العائلات الفلسطينية. ويسكن في البلدة القديمة بالخليل نحو 400 مستوطن متطرف، وهجر نحو ألف فلسطيني من البلدة نتيجة سياسة التضييق والإذلال والاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، ويمنع الفلسطينيون من البناء والترميم، كما لا يسمح بدخول مركباتهم للبلدة.

يقول السيد حمدان ان سلطات الاحتلال عملت على اغلاق 18 مدخل للبلدة القديمة – اغلاق سوق الخضار- محطة الباصات المركزية، حيث أصبحت محاولات الاستنهاض بالوضع الاقتصادي بلا جدوى . ولم يقتصر إخلاء وتفريغ البلدة القديمة على المنازل والعقارات، بل أيضا على الأسواق والمحال التجارية، حيث تم وبموجب أوامر عسكرية غلق 1829 محلا تجاريا تشكل 77% من المحال التجارية في أسواق الخضروات، والجملة، واللحوم والبهارات، فيما تسبب جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية بإغلاق 1141 محلا تجاريا منها 440 مغلقة بأوامر عسكرية، فيما يزعم المستوطنون ملكيتهم لهذه العقارات التي استباحوها بوضع اليد، استوطنوا في عشرات المحال التجارية المملوكة للفلسطينيين.

يمضي طاقم وحدة الاعلام بجولته في المدينة ليصل الى شارع الشهداء شريان الحياة بالنسبة لسكان مدينة الخليل، ونلتقي منسق تجمع مدافعين حقوق الانسان السيد عماد أبو شمسية، حيث حدثنا عن شارع الشهداء الذي باعتباره حلقة الوصل بين شمال المدينة الذي يضم نحو 120 ألف نسمة وسكان جنوب المدينة التي تحتضن بحاراتها التاريخية وفي محيط مسجدها الإبراهيمي نحو مائة ألف نسمة أو يزيد.

 وكان شارع الشهداء قبل إغلاقه يشكل المعبر الرئيس لمحطة الباصات الرئيسية وأسواق الذهب، وسوق القفاصين للدواجن، وسوق السهلة للحبوب وكذلك المقابر الرئيسة الكبرى لسكان المدينة، والمسجد الإبراهيمي والمساجد التاريخية المحيطة به مثل مسجد القزازين ومسجد أهل السنة ومسجد الأقطاب والكيال وغيرها، حيث تحول المكان إلى ثكنات عسكرية وبؤر استيطانية، فيما أغلقت الحوانيت التي يبلغ تعدادها نحو 46 دكانا وحوصرت المنازل بسكانها التي تبلغ نحو 73 منزلا يسكنها نحو 1500 نسمة من الفلسطينيين حيث يعيشون حياة الرعب والعذاب والمعاناة صباح مساء.

ويقع منزل الناشط أبو شمسية في حي تل ارميدة وسط الخليل، ويتعرض بشكل مستمر لاعتداءات المستوطنين واالتهديد بالحرق والقتل هو وعائلته من قبل المستوطنين المتواجدين في المنطقة ردًّا على نشره لقطات فيديو يوثق فيها بشاعة الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين.

تعتبر مدينة الخليل والتي تقع في قلب فلسطين وعلى بعد 36 كيلو متر عن القدس العاصمة، العصب الاقتصادي لفلسطين، واحدى اقدم واعرق مدن العالم ويتضح ذلك من خلال الحفريات الأثرية التي تعود إلى 3500 ق.م. ولها خصوصية كبيرة عند المسلمين لاحتضانها رفات سيدنا ابراهيم وعائلته في الحرم الابراهيمي والتي سميت على اسمه "خليل الرحمن".

 

 

اعداد وتصوير: ميار رنتيسي/ امجد سالم/ كاميليا عاروري

تقرير: ايهاب عمر

مونتاج: د.محمد بدر

Print
2047
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى