الخارجية والمغتربين// ماذا يحتاج المجتمع الدولي أكثر من مشاهد القتل والدمار في جنين ومخيمها لاجبار اسرائيل انهاء احتلالها

الدمار الهائل والتخريب الذي ارتكبته آلة الحرب الاسرائيلية، ووثقته وسائل الاعلام بالصوت والصورة في جنين ومخيمها، يعكس لمن يريد أن يفهم من المسؤولين الدوليين حقيقة الاحتلال الاسرائيلي البغيض والعنصري لارض دولة فلسطين، هذه الحقيقة التي تحاول الدعاية الاسرائيلية الرسمية اخفائها عن الدول والرأي العام العالمي مستعينة بشعارات ومبررات واهية لا علاقة لها بالواقع القائم. إن ما تعرضت له جنين ومخيمها حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم التي اعتاد الاحتلال ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني وارضه ومنازله وممتلكاته ومقدساته منذ ما يزيد عن 75 عاما، وما يزال متواصلا في ظل الحماية التي توفرها بعض الدول للاحتلال والحصانة من العقاب والمساءلة الدولية، وهي سياسة اسرائيلية رسمية هدفها ادخال ساحة الصراع في دوامة عنف لا تنتهي، تُشرف الحكومة الاسرائيلية واذرعها المختلفة على توسيع دوائرها بشكل مُمنهج ومدروس لخلق حالة من الفوضى وتفجير ساحة الصراع برمتها لدفن اية فرص لحلول سياسية تفاوضية. والسؤال الذي نضعه في رسم المجتمع الدولي: ماذا يحتاج المجتمع الدولي اكثر مما شاهده من قتل وتهجير وتخريب وتدمير في مخيم جنين، حتى يتحلى بالجرأة والمسؤولية لتحمل مسؤولياته في انهاء الاحتلال؟، وماذا يحتاج ايضا اكثر من تلك المشاهد من اجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني؟، ألم يحن الوقت للخروج بموقف دولي وأمريكي شجاع يُحمل الحكومة الاسرائيلية بشكل صريح وواضح المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استمرار احتلالها لارض دولة فلسطين والاستيطان فيها وما يرافقه من جرائم؟!. وماذا تريد الجنائية الدولية اكثر من بشاعة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في جنين ومخيمها حتى تنهي تحقيقاتها وتصدر مذكرات توقيف بحق المجرمين ومن يقف خلفهم؟.