الخارجية والمغتربين// تصريحات واقتحامات بينت دعوة للتصعيد والعنف واستخفافا بالادانات الدولية لجرائم الاحتلال

تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات الاقتحامات الاستفزازية المتواصلة التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينت للضفة الغربية المحتلة، والتي كان آخرها زيارته بالأمس لمستعمرة "الكنا" وزيارته المشؤومة صباح هذا اليوم لمستعمرة "كيدا" في شمال الضفة، في إصرار إسرائيلي رسمي على شرعنة وتعميق وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في أرض دولة فلسطين، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والشرعية الدولية وقراراتها.

تعتبر الوزارة أن اقتحامات بينت المتكررة وسط حماية مشددة من سلطات الاحتلال دليل قاطع على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة استيطان ومستوطنين، واثبات جديد على غياب شريك السلام الإسرائيلي، بل وأن سياسات الحكومة الإسرائيلية المعلنة وخطواتها العملية عنصرية معادية للسلام وتهدف لتقويض أية فرصة لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع على أساس مبدأ حل الدولتين، وتخريب متعمد لأية جهود إقليمية ودولية مبذولة لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. لم يكتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه الاقتحامات الاستفزازية، وإنما يطلق جملة من التصريحات المعادية للشعب الفلسطيني والتي تحرض علناً على مزيد من عمليات القتل خارج القانون والاعدامات الميدانية "وبجميع الاسلحة" تحت شعار ما أسماه بينت "ضرب الإرهابيين"، دون أن يحدد بينت من هم "الإرهابيون"، هل هم المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل الآمنين داخل منازلهم الذين ترهبهم قواته ليل نهار بمن فيهم النساء والأطفال والمرضى وكبار السن؟ ام اي فلسطيني يرفع العلم الفلسطيني؟ أو يهتف لصالح القضية الفلسطينية؟ أو أي صحفي أو اعلامي ينقل حقيقة ما ارتكبته قواته من انتهاكات وجرائم؟ أو أي مقدسي يتمسك بوجوده في منزله في القدس المحتلة وبلداتها واحيائها؟ أو المواطنين المدنيين الذي يخرجون في مسيرات واعتصامات سلمية دفاعاً عن أرضهم وبلداتهم وممتلكاتهم في وجه غول الاستيطان وميليشيات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية المسلحة. ليس هذا فحسب بل أعلن بينت صراحة عن دعمه المطلق لجيش الاحتلال وشرطته خاصة في ظل ما ارتكبه من انتهاكات وجرائم أدت إلى الاعدام الميداني للشهيدة شيرين ابو عاقلة، وفي ظل ما تعرض له المشيعون لجنازتها ولجنازة الشهيد وليد الشريف في القدس المحتلة، بما في ذلك الوحشية التي اقتحمت بها شرطة الاحتلال المستشفى الفرنسي ومقبرة المجاهدين. ان الوزارة إذ تدين بشدة تصريحات واقوال المتطرف بينت، فإنها تعتبرها دعوة صريحة وتحريض مباشر لتصعيد الأوضاع ولدوامة من العنف، واعتراف إسرائيلي رسمي أن ما تقوم به قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين هو سياسة إسرائيلية ممنهجة موجهة من رأس الهرم السياسي في دولة الاحتلال، كما أنها تصدر عن عقلية استعمارية عنصرية تنكر وجود الشعب الفلسطيني وحقه في أرض وطنه وتستبدل ثقافة السلام بثقافة الحقد والكراهية والغاء الآخر.

ترى الوزارة أن بينت باقتحاماته وتصريحاته يتحدى المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقراراتها ومواقف الادارة الأمريكية المعلنة تجاه الصراع عامةً، والاستيطان وحقوق المواطنين الفلسطينيين بشكل خاص، أو أن بينت قادر على التعايش مع سقف ردود الفعل الدولية على انتهاكات وجرائم الاحتلال والاستيطان، أو أنه يدرك جيداً عدم جدية المواقف الدولية والأمريكية.