الخارجية والمغتربين// الاحتلال يكثف سياسة الهدم أمام غياب دولي مريب
إسرائيل تتحدى العالم بشكل فج وسافر، وتواصل تصعيد عمليات الهدم والتجريف ومصادرة الأراضي على نطاق واسع دون وازع من اخلاق او ضمير أو رادع من قانون أو عقاب، وتشن حملة شرسة في ضرب وإعدام الوجود الفلسطيني في جميع المناطق المصنفة (ج) فيما يشبه حرب إبادة حقيقة لمقومات هذا الوجود ومظاهره بما فيها الزراعية والرعوية، فجرافات الاحتلال تواصل اغتصابها للأرض الفلسطينية وتدميرها للمنازل والمنشآت الاقتصادية والتجارية في طول البلاد وعرضها كان آخرها ما حدث بالأمس في خربة بزيق بالاغوار الشمالية وما يحدث من عمليات هدم في حزما وسعير جنوب الخليل وسبسطية وكذلك وادي رحال جنوب بيت لحم، وغيرها من المناطق التي تتعرض لأبشع عملية تطهير عرقية تطال جميع اشكال الحياة الفلسطينية في تلك المناطق، فيما هو حقيقةً ضم فعلي للمناطق المصنفة (ج) وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان مهما اختلفت مسميات السيطرة والمصادرة والاقتلاع والهدم والتجريف والحجج المرافقة لها. سبب هذا التحدي الاسرائيلي للعالم بسيط يتلخص بكلمة واحدة وهي أن العالم جبان ويخاف من سموم اسرائيل واتهاماتها خاصة اللاسامية، دعم الارهاب، وخوفه أيضاً من العقوبات الامريكية كون امريكا تنبري للدفاع عن إسرائيل لاعتبار أنها تتعرض للانتقاد والمساءلة الدولية، وهو الأمر الذي تستغله إسرائيل لتكريس وتعميق احتلالها للأرض الفلسطينية والاستيطان فيها وتهجير المواطنين الفلسطينيين منها بالقوة، تستغل هذا الجبن الدولي والحماية الأمريكية لها في مظاهر استعراضية تهدف لإيصال رسائل متعددة، أولها للمواطن الفلسطيني لإقناعه أن دولة الاحتلال هي الآمر الناهي في كل ما يتعلق بأرضه وحياته وواقعه ومستقبله، القاضي والجلاد، ولا شيء يقف في طريق قدرتها على معاقبة المواطن الفلسطيني وبالطريقة التي تراها مناسبة، وثانيها رسائل موجهة للمجتمع الدولي لتحديد دوره المطلوب إسرائيلياً الذي يتراوح ما بين تجاهل هذه الجرائم والسكوت عنها، أو انتقادها ضمن لغة لا تغضب الإسرائيليين. والنتيجة هي مزيد من المعاناة والقهر والفاشية التي تضرب وتصيب ضحايا الجرائم الإسرائيلية من الفلسطينيين.
تدين الوزارة بأشد العبارات موجات مصادرة الأراضي وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية المتلاحقة وتعتبرها دليل جديد على أن إسرائيل كقوة احتلال ماضية في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس، وتأكيد آخر على أن الحكومة الإسرائيلية هي امتداد للحكومات السابقة فيما يتعلق بالاستيطان ونهب وسرقة الأرض الفلسطينية، وان نفتالي بينت رئيس هذه الحكومة يسير على خطى من سبقوه في تقويض فرصة تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وان شركائه في الائتلاف الحاكم كشفوا عن حقيقة مواقفهم الاستعمارية التوسعية، ولسان حالهم يقول إن المواقع اهم من المبادئ.