الخارجية والمغتربين// دولة الاحتلال تنفذ صفقة القرن على المسجد الاقصى
في تصعيد خطير للاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على المسجد الاقصى المبارك رفعت مجموعة غير محتشمة من "نساء من اجل الهيكل" اليهودية المتطرفة لوحة للهيكل المزعوم داخل باحات المسجد الاقصى المبارك، وادت صلوات تلمودية علنية قرب باب الرحمة دون ادنى احترام لقدسية المكان وفي مخالفة فاضحة لكون المسجد مكاناً اسلامياً خالصاً، وذلك بوجود وحماية شرطة الاحتلال وقواته الخاصة التي تشرف يومياً على هذه الاقتحامات وتنظمها وتشجع على المزيد منها وترعى هذه المظاهر الاستفزازية بشكل يتناقض مع الوضع القائم القانوني والتاريخي للمسجد الاقصى المبارك. هذا في وقتٍ تفرض فيه قوات الاحتلال وشرطته المزيد من التضييقات على حركة المواطنين الفلسطينيين ودخول المصلين من اعمار مختلفة الى المسجد، من خلال عشرات الحواجز وسحب الهويات والاعتقالات والاعتداءات بطريقة ممنهجة وعنصرية تتكرر يومياً، في انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الانسان خاصة حقه في حرية التنقل والوصول الى اماكن العبادة. وما يثير السخرية هنا ان ادارة الرئيس ترامب تعمل على تزوير الحقائق والمعطيات من خلال ادعائها المتواصل ان اسرائيل من اكثر الدول التي تحترم الديانات، وتوفر فرصة العبادة لاتباعها، حتى انها ذهبت ابعد من ذلك، حيث اعطت لاسرائيل احقية الاشراف على المقدسات الاسلامية والمسيحية ضمن ما يسمى بصفقة القرن المشؤومة، ويبدو ان دولة الاحتلال تتصرف على هذا الأساس.
ان الوزارة اذ تدين باشد العبارات اقتحامات اليهود المتطرفين والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وتدين جميع المظاهر الاستفزازية غير القانونية المرافقة لتلك الاقتحامات، فانها تعتبر ان ما قامت به هذه المجموعة المتطرفة اعتداءً صارخاً على المسجد الاقصى المبارك وحرمته ومساساً بمشاعر المسلمين بطريقة متعمدة واستفزازية وممنهجة. علمتنا التجارب ان دولة الاحتلال تستخدم عادةً المستوطنين المتطرفين لتحقيق اغراضها التهويدية الاستعمارية لفرض واقع جديد في الارض الفلسطينية المحتلة ومقدساتها، أكان ذلك فيما يتعلق بمصادرة الاراضي وبناء المستوطنات، او فيما يتعلق بالاجراءات والتدابير العقابية ضد المواطنين الفلسطينيين لتهويد عدد من الاماكن المقدسة كما هو الحال في مدينتي القدس والخليل. وعليه، تنظر الوزارة بخطورة بالغة في تصعيد الاحتلال لخطواته واجراءاته باتجاه تكريس التقسيم الزماني للمسجد الاقصى المبارك وتعمل بشكل تدريجي وممنهج لتقسيمه مكانياً، تمهيداً للاقدام على ما نحذر منه دائماً وهو هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
تتابع الوزارة باهتمام بالغ تطورات العدوان الاسرائيلي المتواصل على المسجد الاقصى المبارك، وتعمل بالتنسيق مع الاشقاء في المملكة الاردنية الهاشمية لفضح ابعاد وتداعيات الاقتحامات المتواصلة ومظاهرها الاستفزازية المرافقة الهادفة لفرض السيادة الاسرائيلية الكاملة عليه، سواء على مستوى الامم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها المختصة، او على مستوى الدول بشكل ثنائي، وتطالب بضرورة توفير الحماية الدولية للمقدسات في فلسطين عامة وللمسجد الاقصى المبارك خاصة، في اطار حماية دولية مطلوبة لشعبنا باكمله. في هذا الاطار تؤكد الوزارة ان فرض عقوبات على دولة الاحتلال ومحاسبة مسؤوليها على تلك الانتهاكات بات مطلوباً الآن اكثر من اي وقت مضى، لاجبارها على الانصياع لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة وتنفيذها.