وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
مركز الاتصال970 2943140
Close

خطابات

نص كلمة الوزير د. رياض المالكي أمام مجلس جامعة الدول العربية الدورة العادية (156) على مستوى وزارء الخارجية العرب
1

نص كلمة الوزير د. رياض المالكي أمام مجلس جامعة الدول العربية الدورة العادية (156) على مستوى وزارء الخارجية العرب

 كلمة د. رياض المالكي
وزير الخارجية والمغتربين


أمام مجلس جامعة الدول العربية، الدورة العادية  (156) على مستوى وزارء الخارجية العرب


الأحد، 09 أيلول (سبتمبر) 2021
القاهرة، جمهورية مصر العربية

في البداية، أتوجه بالتحية والترحيب بأخي العزيز د. الشيخ أحمد الناصر المحمد الصباح، وزير خارجية دولة الكويت، على ترؤسه لهذه الدورة، متمنياً له التوفيق والنجاح، كما نؤمن ونتوقع، كما وأتوجه بالشكر والامتنان لأخي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر لرئاسته الدورة المنصرمة بنجاح مميز وبقيادة حكيمة، وادارة صائبة.
ندعو لكل من الشقيقتين مصر والسودان النجاح في مساعيهما لتجنب أية آثار جانبية مدمرة نتيجة لبناء سد النهضة الاثيوبي، والقلق العربي الجماعي إضافة إلى حالة التضامن التي تبقى قائمة وقوية.
نأمل أن تتكلل جهود فخامة الرئيس قيس سعيد بالنجاح في الحفاظ على كرامة تونس، على وحدته، على مسيرته الديمقراطية وانقاذه من الطامعين في استقراره وسيادته.
كما ونؤكد على سيادة المملكة السعودية وأمنها، والوقوف في وجه كل محاولات الاساءة اليها أو النيل من لحمتها المجتمعية، أو استقرارها وأمنها.
كما ونقف مع التوأم الأردن، في مواجهة أية تهديدات تطال استقراره وأمنه، ونتمنى له لمليكه عهد مستمر من الازدهار والاستقرار والأمن.
قبل أيام استضافت قاهرة العرب قمة ثلاثية مصرية أردنية فلسطينية هدفت إلى تكثيف التنسيق المستمر بين الدول الثلاث إزاء المستجدات والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وسعياً لتحقيق جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. بدورنا، نشكر فخامة الرئيس السيسي على الاستضافة والجهود المبذولة من قبله ومن قبل أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في انجاحها وتقديم الدعم للقضية الفلسطينية وللقيادة وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس من أجل إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها. وفي نفس السياق، نقدر للشقيقة الكبرى مصر جهودها خاصة في تحقيق المصالحة الوطنية وفي تثبيت التهدئة وإعادة الاعمار، كما نوجه الشكر للشقيقة الأردن على جهودها الحثيثة في منع دولة الاحتلال في الاستمرار في جرائمها على الأرض الفلسطينية، من مصادرة وهدم، كما يحدث في حي الشيخ جراح، أو في الدفاع عن المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى، أو في توفير الدعم المستدام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، الأونوروا، وغيرها من الجهود اليومية التي تقوم بها الشقيقة الأردن لصالح حقوق شعبنا وكرامته وازدهاره.
قالوا لنا، يجب أن نتفاءل مع التغيير في حكومة اسرائيل. صحيح أننا تخلصنا من شر كبير وعدو حاقد اسمه نتنياهو، لكن ما صدر عن بديله منذ استلامه وقبيل زيارته إلى واشنطن وبعدها يؤكد على أن مبدأ السلام المبني على العودة للمفاوضات وصولاً إلى حل الدولتين وتجسيد دولة فلسطين لم يعد ضمن الأجندة السياسية الاسرائيلية، وما بدأه نتنياهو يكمله بينيت في عداوته من الدولة الفلسطينية وحتى من فكرة العودة للمفاوضات. فهو شطب لوحدة امكانية المفاوضات السياسية من قبل حكومة وأغلق الباب أمام لقائه بالقيادة، وأكد عزمه مواصله الاستيطان والمصادرة والهدم والقتل العمد وانتهاك الحقوق الأساسية للفلسطينين وتدمير الاقتصاد ومواصلة حصار غزة، وتهويد القدس واطلاق أيدي المستوطنين لتعبث بحياة الفلسطينيين الأبرياء بحماية من جيشهم الاحتلالي، والآن يعودون لإحياء مشاريع استيطانية كبرى كانت جمدت كما هو الحال مع E-1 والخان الأحمر، ومطار القدس - عطاروت، الولجة، وفصل شمال الضفة عن جنوبها، مسافر يطا وبيتا وكفر قدوم وريف بيت لحم والأغوار وغيرها من مناطق الضفة المحتلة. والآن ينصون مشروع التسوية في القدس من أجل الاستيلاء على ممتلكات المواطنين وعقاراتهم وأراضيهم بحجه قانون أملاك الغائبين، هذا المشروع هو آخر ما أخرجوه من جعبتهم لتهويد المدينه وطرد سكانها. 

أما محاولتهم في الاستيلاء على المسجد الاقصى فمستمرة، من حيث أعداد المستوطنين وطقوسهم وصلواتهم التلمودية فيه، ومطالبتهم بتخصيص أماكن لهم للصلاة، واصرارهم على تغيير الوضع القائم القانوني والتاريخي لهذه الأماكن المقدسة، الاسلامية منها والمسيحية. وكل التقدير للدور الأردني الذي تمثله الوصاية الهاشمية في الدفاع عن تلك المقدسات وفي الوقوف معنا ومع المقدسيين من شعبنا في وجه تلك المحاولات المستمره في الاستيلاء على الأقصى كما استولوا قبل على الحرم الابراهيمي في الخليل. 
والآن بعد هروب القرن لأبطال الحرية من سجون الاحتلال، عكس جيش الاحتلال وأنظمته القمعية فشلهم الاستخباراتي عبر بطش منظم طال الحركه الاسيرة بأكملها، من اعتداءات ونقل قسري وعقاب، أجبر هذه الحركة البطلة على التمرد على البطش ومواجهته ورفض كامل اجراءاتهم الوحشية والقمعية اللانسانية، الفاشية مما أدى إلى مواجهات نتج عنها عشرات الاصابات، بعد أن اقتحمت السجون مئات الجنود المدججين بكل أدوات القمع والحقد والكراهيه وأوامر القتل العمد. كل التحيه لحركتنا الأسيرة في نضالها المستمر من أجل تحصيل حريتها المسلوبة. ندين وبشدة هذه الاعتداءات ونحمل الاحتلال وأنظمته سلامة أسرانا البواسل. كما ندين اعتداءات جيش الاحتلال على عائلات وأقارب أبطال الحرية الست، واعتقالهم وتعرضهم للتعذيب كأداة ضغط على أولادهم الذين هزموا مخابرات الاحتلال التي ما انفكت تدعي تفوقها على أعتى جيوش العالم.
ولا تزال 5 كتائب قتالية وعشرة سرايا من جيش الاحتلال تدعم أكثر من عشر آلاف شرطي اسرائيلي مستعينين بعشرات الطائرات المسيرة يبحثون عن العمالقة الستة.
قالوا لنا إن الادارة الأمريكية الجديدة تختلف عن سابقتها، تتنصل من جرائم سابقتها بخصوص فلسطين، وتزغب بإعادة العلاقة مع فلسطين حيث كانت وحيث يجب أن تكون من الاحترام والتعاون والشراكة. سمعنا كلاماً جيداً مختلفاً والتزاماً واضحاً نحو التغيير، وما سمعناه تكرر على مسامعنا عديد المرات للتأكيد عليه. انتظرنا ولازلنا ننتظر ترجمة ما سمعناه إلى خطوات ملموسة على الأرض، للأسف لم تتحقق بعد، نأمل أن نراها قريباً. إن هذا يحتاج غلى رؤية جديدة وليس فقط إلى كلام جديد، وإلى ترجمه لهذه الرؤيا تحقق الهدف الرامي إلى تصحيح أخطاء من سبقهم. نأمل أن نرى ذلك قريباً، وعلى استعداد للانخراط في أي جهد يهدف إلى إعادة العلاقة إلى مسارها الصحيح وفي البحث عن أفق سياسي يعيد الزخم للعملية السياسية التي هي جوهر الحل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وأساس المواقف التاريخية التي اتخذتها الدول العربية ولا زالت من دولة اسرائيل التي  احتلت ولا تزال تحتل أراضي دولة فلسطين وأنه بدون حل للقضية الفلسطينية، فلا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة والعالم. وفي نفس الوقت التأكيد أن خيار السلام هو خيارنا الاستراتيجي كعرب ما دام هذا الخيار هو خيار الآخرين، ومؤمنين به، كما نؤمن نحن به.
أ‌-    ندعو الدول العربية المقتدرة على مواصلة تقديم دعمها المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الأونروا لكي تفي هذه الوكالة بالتزاماتها حيال اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الوكالة، وأمام الضغوطات والابتزازات المتواصلة التي تهدد استقلالية الدور التاريخي المقدر لها والمناط بها.
ب‌-    نواجه كدول عربية قراراً فردياً غربياً اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي باعتماد أوراق سفير دولة الاحتلال كدولة مراقب لدى الاتحاد الافريقي. هذه الخطوة غير المبررة وغير المنسقة أو المتفق عليها أو التشاور حولها مع الدول الأعضاء تستدعي منا أن نجند كل امكانياتنا مع رئيس المفوضية والدول الأعضائ لمنعه من تنفيذ هذه الخطوة أو الامتناع عن تطبيقها في حده الأدنى.
الاختبار الحقيقي في مدينة القدس، كما ندافع عنها ونمنع تهويدها ونحمي مواطنيها، وجودهم ومقدساتنا.
الاختبار الحقيقي هو في منع سرطان الاستيطان أن يتوسع وينتشر ويأكل كل ما تبقى من الأرض الفلسطينية.
الاختبار الحقيقي هو في توفير الحماية للشعب الأعزل من نظام احتلال فاشي عنصري احتلالي.
الاختبار الحقيقي هو في مدى التزام المجتمع الدولي بالقانون الدولي وفي المحاسبة والمساءلة لدولة الاحتلال، وإلغاء الحماية والحضانة عنها تحت مسميات مختلفة.
الاختبار الحقيقي هو في إنهاء معاناة هذا الشعب البطل، وانصافه عبر اعطائه حقوقه المجتزأة ودولته على 22% من أرض فلسطين التاريخية، وعاصمته القدس الشرقية.
الاختبار الحقيقي هو في توفير شبكة الأمان المالية العربية، إضافة إلى شبكة الأمان السياسية القائمة، لضمان قدرته على البقاء والاستمرارية والنضال على أرضه ووطنه.
الاختبار الحقيقي هو في إنهاء الحصار عن قطاع غزة وإعطاء ساكنيه الطمأنينة والأمن والأمل بالمستقبل.
الاختبار الحقيقي هو في لجم المستوطنين ومنع اعتداءاتهم على المواطنين العزل من الفلسطينين. 
الاختبار الحقيقي هو في عزل نظام التفرقة العنصرية الأبارتهايد الذي يترسخ يومياً لدى دولة الاحتلال، وتنهش دوماً من لحم الشعب الفلسطيني، وجوده، أرضه، حقوقه، حرياته، ومستقبله.
الاختبار الحقيقي هو عدم اللهث وراء اغراءات التطبيع الصهيوني، وعدم إدارة الظهر لحقوق الشعب الفلسطيني.
نقف يومياً أمام العديد من هذه الاختبارات، التني تنتظر منا أخذ مواقف واضحة، قوية، صريحة، مباشرة، فاعلة ومثمرة.
دولة فلسطين ممثلة بوزارة الخارجية والمغتربين على أتم استعداد للتعاون في تقديم التصورات والآليات التي يمكن أن تساهم في اجتياز هذه الاختبارات بنجاح.

Previous Article المالكي يشارك في المؤتمر الدولي بعنوان "الانتهاكات الاسرائيلية ضد المرأة الفلسطينية واقع وحلول في ضوء أجندة المرأة والسلام والأمن"
Next Article خلال كلمة  دولة فلسطين في أعمال الدورة ال 41 للمؤتمر العام لمنظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الوزير د. المالكي يدعو اليونسكو لزيارة فلسطين
Print
1346

Please login or register to post comments.

شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى