وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
مركز الاتصال970 2943140
Close

اخبار السفارات

سفارة دولة فلسطين في جمهورية كازاخستان تبدأ فعالياتها لإحياء الذكرى السنوية الـ 71 للنكبة الفلسطينية
6

سفارة دولة فلسطين في جمهورية كازاخستان تبدأ فعالياتها لإحياء الذكرى السنوية الـ 71 للنكبة الفلسطينية

سفارة دولة فلسطين في كازاخستان تبدأ برنامج فعالياتها بمناسبة الذكرى السنوية الـ 71 لنكبة الشعب الفلسطيني ، حيث انطلقت فعالياتها صباح هذا اليوم الثلاثاء الموافق “14/مايو-آيار/2019” بالقاء سفير دولة فلسطين لدى جمهورية كازاخستان د. منتصر أبو زيد محاضرة في الجامعة الوطنية الكازاخستانية أوروآسيا أمام طلبة وطالبات والهيئة التدريسية لكلية اللغات والإستشراق  في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان .

حيث بدأ السفير أبو زيد محاضرته بالقول إننا نحيي اليوم ذكرى ليست ككل الذكريات ، هي ذكرى بداية المأساة التي يعيشها شعب بأكمله منذ 71 عاما احتلت أرضه بغير حق ، وشُرد في المنافي وديار الغربة ومخيمات اللجوء بغير حق ، وأزيل اسم وطنه فلسطين من الخارطة الجغرافية والسياسية بغير حق ، ومن المفارقات الغريبة أن النكبة عام 1948 جاءت بعد أعوام قليلة من نهاية الحرب العالمية الثانية والإنتصار على الفاشية والنازية ، ويوم كان المنتصرون يعلنون عن إقامة نظام عالمي جديد بإنشاء هيئة الأمم المتحدة وميثاقها ، الذي يؤكد على حق الشعوب في تقرير المصير وعدم جواز الاستيلاء على أرض الغير بالقوة ، ورفض التمييز على أساس الدين أو العرق ، ومبادئ سامية وعادلة أخرى ، جرى للأسف التنكر لها جميعا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني .

كانت النكبة أكبر من زلزال مدمر ، فالعالم آنذاك لم يكتف بعدم المبالاة تجاه مأساتنا ، بل قدم دعما بلا حدود لقيام دولة إسرائيل ، وقبل وتبنى روايتها بأن فلسطين صحراء وأرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، نستذكر السنوات الأولى بعد النكبة بكل مرارتها ، مخيمات اللجوء منتشرة داخل ما تبقى من فلسطين وفي الدول العربية المجاورة ، ثم اتفاقات الهدنة مع دولة إسرائيل دون إلزام لها بتنفيذ قرار التقسيم “181” ، أو قرار حق العودة للاجئين رقم “194” ، وذلك كله في غياب وتغييب من يمثل الشعب الفلسطيني .

كانت سنوات سادها وهم مفرط أحيانا ، بأن العودة قريبة وأن هناك من سيحرر لنا فلسطين ، ويأس قاتل أحيانا أخرى بالاستسلام للقدر ، وبين هذا وذاك اختارت الأغلبية من أبناء شعبنا طريقا آخر هو عدم الاستسلام ، فالفلسطيني لن يكون لاجئا في خيمة ينتظر مساعدة الآخرين ، فتسلح بالعلم والعمل ، وشاركت المرأة الرجل في تحسين أوضاع الأسرة الفلسطينية ، فأثبتنا أن الشعب الفلسطيني شعب حي قوي الإرادة عصي على الذوبان ، يكافح من أجل حياة كريمة وهو يحمل قضيته الساكنة في قلبه ووجدانه ، ووجدان وقلب كل أشقائه وكل أحرار العالم .

بعد مرور 71 عاما على النكبة ما زال اللاجئ في الشتات يتحرق شوقا للوطن ، ولا يزال المقيم يكتوي بظلم الإحتلال وجبروته وعنصريته ، ولكن تحولات جوهرية حصلت ، ففي ظل أصعب الظروف قامت منظمة التحرير الفلسطينية عام “1964” ، وانطلقت الثورة الفلسطينية التي فجرتها فتح عام “1965” ، واعترفت “138” دولة بفلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة عام “2012” ، لتصبح فلسطين عضوا في عدد كبير من المنظمات والمعاهدات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية الدولية .

تحقق كل ذلك وغيره بفضل ما قدمه شعبنا من تضحيات وشهداء وجرحى وأسرى تجاوزت أعدادهم عشرات الآلاف ، هم أولا وأخيرا أصحاب الفضل فيما أنجزناه وننجزه من مكاسب سياسية على طريق إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

إن قضية فلسطين لم تعد مختزلة بكونها قضية لاجئين ، فالعالم من أقصاه إلى أقصاه يعترف بقضية فلسطين قضية تحرر وطني ، وأن شعبها له الحق في تقرير المصير ، وأن الاحتلال الإسرائيلي وكل ممارسته مرفوضة ومدانة ومخالفة للقانون الدولي ، وأنه لا شرعية لكل ما تقوم به إسرائيل من استيطان بما في ذلك القدس الشرقية ، التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام “1967” ، وهي العاصمة الأبدية والخالدة لدولتنا الفلسطينية المنشودة .

إن مخططات وبرامج حكومات إسرائيل فشلت في إنهاء القضية الفلسطينية ، فحسب رؤياهم لسنوات طويلة لا وجود للشعب الفلسطيني لأن كبار السن يموتون والصغار ينسون ، وأن إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى هو الحل الوحيد ، هذا الفشل لم يصل بعد إلى درجة تقتنع معها الحكومات الإسرائيلية بأنه لا سلام مع الاحتلال ، وأن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه ، وأن ما جرى عام “1948” لن يتكرر أبدا ، أبدا .

وأكد السفير أبو زيد أن الحل الجذري للمشكلة الفلسطينية لا يمكن تحقيقه إلا على أساس قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع “العربي-الإسرائيلي” إعتباراً منذ عام 1947 وحتى الآن ، إلا أن  إسرائيل منذ قيامها حتى تاريخه تستمر بخرق أصول ميثاق هيئة الأمم المتحدة ، التي تطالب بالإعتراف بحق كل شعب في تقرير المصير والسيادة الوطنية والإستقلال ، وعلاوة على ذلك إستمرارها غير المبرر في احتلال أراضي الغير المجاورة لحدودها عن طريق شنها للحروب المتعاقبة ، ولفت الإنتباه إلى ان مجلس الأمن إتخذ في عام 1967 قرار رقم 242 ، والذي نص على “سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية والفلسطينية التي احتلتها خلال حرب يونيو/حزيران 1967 ، وضرورة إحلال سلام وطيد عادل في الشرق الأوسط” ، واكد السفير أبو زيد أن قرار ترامب باطل قانوناً شكلاً وموضوعاً  ولا يملك أي قيمة قانونية ، ولا يرتب أي آثار  قانونية وفق أحكام  وقواعد القانون الدولي ، فهو قرار فردي صدر من دولة واحدة فقط لا تملك أي صفة قانونية تخولها بذلك ، وهو بذلك غير ملزم لأي دولة اخرى أو منظمة كونه أحادي الجانب ومخالف لمبادىء وقواعد القانون الدولي ، ويأتي إمتداداً لوعد بلفور الذي كان في عام 1917 وبعد مائة عام جاء قرار الرئيس ترامب بالإعتراف بمدينة القدس (كعاصمة لإسرائيل) ضارباً بعرض الحائط كل قرارات المجتمع الدولي التي تطالب بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وبأي حال فإن قرار ترامب لا يغير  من  المركز  القانونى  الحالى  لمدينة  القدس  وحقيقة كونها  مدينة  عربية فلسطينية محتلة  من  قوات الاحتلال  الإسرائيلي وفق عشرات القرارات الأممية والإتفاقيات الدولية .

وبعد إنتهاء المحاضرة قام السفير أبو زيد بالإجابة على كافة أسئلة وإستفسارات الهيئة التدريسية و الطلبة والطالبات ، ومن ثم تم عرض فيلم وثائقي عن ذكرى النكبة الفلسطينية ومدينة القدس والتراث والفلكور الفلسطيني .

Previous Article فلسطين تشارك في جلسة برلمان لوكسمبورغ للتعاون
Next Article سفارتنا بايرلندا// دعوات ايرلندية لمقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية “اليورو فيجين”
Print
1037 Rate this article:
2.0

Please login or register to post comments.

شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى