سفارة دولة فلسطين في سريلانكا تضيء شجرة الميلاد

إستضافت سفارة دولة فلسطين في سريلانكا وعلى مدار خمسة أيام، بدءا من 30/11/2019، الأب الدكتور لويس حزبون، كاهن رعية بير زيت، ليكون حاضرا في إحتفالية إضاة شجرة الميلاد، وهو نشاط إعتمدتة السفارة ليكون سنويا من أجل تعزيز وتقوية العلاقات بين الأخوة المسيحيين في دولة فلسطين وجمهورية سريلانكا، وأيضا توعية المجتمع المسيحي في سريلانكا ليكون على إطلاع أكبر بحقيقة ما يجري في فلسطين من جرائم على يد الإحتلال الإسرائيلي.

ففي مساء اليوم الثاني من وصول الأب الدكتور حزبون، شارك في إحتفالية إضاءة شجرة الميلاد الذي أقيم في مقر السفارة وسط العاصمة كولومبو، والتي حضرها جمع كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي عرب وأجانب، قيادات المجتمع المدني، ورجال دين مسيحيين يترأسهم ضيف الشرف الكاردينال مالكوم رانجيث، الأب الروحي للأقلية المسيحية في سريلانكا، والذي شارك بدورة في إضاءة شجرة الميلاد.

السفير د. زهير الحمد الله زيد، وبعد الوقوف دقيقة صمت و حداد على أرواح الضحايا الذين سقطوا في التفجيرات الإرهابية التي ضربت العاصمة كولومبو بداية العام الحالى، رحب بالحضور وقدم التهاني والتبريكات للأخوة المسيحيين في سريلانكا وفلسطين والعالم بمناسبة أعياد الميلاد، وأكد في كلمته على أن إضاءة شجرة الميلاد في سريلانكا هو ضرورة لخلق أجواء المحبة والتسامح لتخطي العقبات والصعوبات والفرقة التي سادت بعد العمليات الإرهابية في سريلانكا، وأيضا للتذكير بإن هناك ضحايا مازالوا يسقطون وبشكل يومي نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية على أبناء شعبنا العزل في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن رغم كل ذلك فإننا شعب حي وحاضر والأن نضيء شجرة الميلاد هنا في كولومبو إمتدادا لإحتفالات فلسطين بإعياد الميلاد في بيت لحم والقدس والناصرة وكل المناطق المسيحية في فلسطين..إستشعارا بالسلام وإيمانا به.

وفي كلمتة هنأ السفير زيد، الرئيس السريلانكي الجديد جوتابايا راجابكسا، والذي تم إختياره في إنتخابات حره ونزيهه، مضيفا أنه يجب وفى هذه المناسبة الجليلة شكر الشعب السريلانكي وحكوماته المتعاقبة على دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية العادلة وخص بالذكر الرئيس السريلانكي السابق السيد ماهيندا راجاباكسا،الذي قام بتقديم مليون دولار مساعدة لضحايا حرب غزة في العام 2014.

"الأن يجب علينا ان نرد جزء من هذا الجميل، أمر الرئيس محمود عباس بصرف مليون روبية سريلانكية لتقدم لضحايا الأحداث التفجيرية التي ضربت سريلانكا الصديقة... وقام السفير بتسليم المبلغ للكاردينال رانجيث.

في كلمته أمام الحضور، ألقى الضيف الفلسطيني الدكتور حزبون، كلمة عبر فيها عن مدى سعادتة لوجوده في سريلانكا للمشاركة في هذه المناسبة العظيمة، قائلا أنه جاء من بيت لحم حيث ولد المسيح وهو يحمل كلمات الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الإحتفالية وكلمات الأماني في أن يتحقق السلام في كل من سريلانكا وفلسطين " أشكر السلطات الكنسية على قبولي والترحيب بي كمسيحي عربي فلسطيني في هذا البلد الجميل، بلد الدموع والفرح، إنني أدعو الله أن تتحول كل دموعكم إلى فرح ... إنني نيابة عن دولة فلسطين وشعبها، وكنيسة القدس وكنيسة بيت لحم ورجال دينها، أتمني لك أيها الشعب الفرح والنور والسلام في عيد الميلاد المبارك".

ضيف شرف الإحتفال،الأب رانجيث وفي بداية عاطفية لكلمته قال كنت أقضي سنة تقريبًا في فلسطين بغرض دراسة النصوص المقدسة، وأتذكر الأن كم قابلت من فلسطينيين أمهات وأطفال يبكون لفقدانهم منازلهم وقد هدمت على أيدي الجيش الإسرائيلي، "إنني شخصيا، أشهد أن الفلسطينيين يعانون حتي اليوم من هدم المنازل وذلك بسبب التوسع للقوي الإقليمية وهو الخطأ الكبير الحاصل وأحد الأسباب الرئيسية في وجود المعاناة الإنسانية"... في هذا البلد فلسطين توجد مدينة السلام (القدس) والثلاث ديانات والتجربة الحقيقة للسلام لم نشهدها بعد بسبب سياسات الهيمنة التي تجري في هذه الأرض المقدسة.

أعتقد أن معظم مشكلات العالم ناشئة من هذه المشكلة (سياسات الهيمنة)، وهذا أمر مؤسف للغاية، لأن الأشخاص البسطاء بعيدا عن القيادات السياسية يحبون أن يعيشوا في سلام... وفي فلسطين هناك مشكلة يجب تسويتها من قبل جميع الشعوب المحبين للسلام في هذا الكوكب وحينها سيعم السلام العالمي ولكن لسوء الحظ لم يتم حل هذه المشكلة وسيظل الآلاف من الأشخاص يعانون في فلسطين ومناطق مختلفة من الشرق الأوسط وحتي في بلادنا هنا."  

المحزن والقول لرانجيث، أن الهياكل التي أنشأت من أجل تحقيق السلام أصبحت أماكن للقمع وعدم المساواة بسبب تحكم القوي المهيمنة في القرارات وبالتالي فإن جميع تلك القرارات غير مقبولة وغير معتمدة.

في جولتة، الأب حزبون قام بزيارة مدينة نيجامبو والتي تعتبر من أهم مراكز التجمع المسيحي في سريلانكا، حيث إلتقي رجال دين وزار عدد من الكنائس التي تعرضت للهجمات الإرهابية هناك. وأيضا قام بزيارة كنيسة سانت أناثوري في مدينة كاتشوكاري ، يرافقة سفير فلسطين حيث قاما بتقديم مساعدة متواضعة وهي عبارة عن بعض الأدوات المدرسية لعدد 200 طالب.

ومن الجدير ذكره، أن السفارة نظمت مؤتمرا  مصغرا في العاصمة كولومبو، حضرة عدد من رجال الدين والمفكرين المسيحيين والمسلمين والهندوس والبوذيين، حيث ألقي الأب لويس كلمة يشرح فيها معني كلمة السلام وكيف أنها ترتكز على أربع أعمدة رئيسية وهي الحقيقة، العدالة، الحرية، والحب ... إن كلمة سلام مازالت بعيدة ونحن نعاني إحتلال الأرض ومصادرتها وتوسع إستيطاني غير مسبوق.

في نفس السياق تحدث السفير زيد عن معاناة الشعب الفلسطيني بسبب إجراءات وإعتداءات الإحتلال الإسرائيلي التي لا تتوقف، وكيف أن هذا الإحتلال يلاقي دعما لامتناهي من قبل الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس ترامب.