وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
ياسوف: تدمير ممنهج لاشجارالزيتون
2
/ Categories: آخر ألاخبار

ياسوف: تدمير ممنهج لاشجارالزيتون

يراقب المزارع رابي العطواني السيارة المحاصرة بأفواه البنادق على بعد أمتار من حدود أرضه القاحلة بعد أن كانت مزينة  بالتين والزيتون كمصدر رزق له ولعائلته، متحدياً بدوره منع سلطات الاحتلال له من زيارتها أو حتى الاقتراب منها . لم يكتف المستوطنين من اقتلاع جذور الأشجار وحرقها وتكسير عروقها حتى لا تجرأ أن تنمو مرة أخرى، بل والاعتداء على أفراد عائلته المكونه من 11 فرد برجد الحجارة والضرب المذل لاولاده.

 

بعد اقتلاع 80 شجرة زيتون مثمرة على أيدي المستوطنين الاسرائيليين الاسبوع الماضي في منطقة المحاور الواقعة في قرية ياسوفـ  شرق مدينة سلفيت  ، توجه طاقم وحدة الاعلام في وزارة الخارجية والمغتربين  إلى  أراضي القرية على الرغم من تحذير رئيس مجلس القرية السيد خالد عنبية من اعتداء المستوطنين القادمين من مستوطنتي اريئيل وتبواح المجاورتين  في أي لحظة نظراً  لتفرغ جيش احتلال لحماية الانتهاك المستمر لأراضي ياسوف في الثلاث سنوات الماضية.

" نحن نخرج عن الطوع والصمت كي لا يتم تجريدنا من كرامتنا، فهم يريدون تشريد سكان هذه الأرض بأي طريقة للسيطرة عليها" يقول المزارع عطواني فيما كان يتجول في أرضه متفحصاً الأضرار التي الحقت بأشجاره التي كان من المفترض أن تنتج محصول وفير هذا العام، وذلك قبيل قدوم  آليات الجيش لمنع طاقم الإعلام من توثيق الحدث  ولطرده منها كتكرار لممارسة روتينية لم تكل او تمل منها قوات الاحتلال ظناً بأن الاحتماء بالسلاح والعتاد سيجرد الفلسطينيين يوماً من حماية القانون والحق من جهة  ومن داء الإرادة  والصمود في وجه المحتل من جهة أخرى.

ومن الجدير بالذكر أن الجزء الأكبر من أراضي قرية ياسوف( 4609 دونم) تقع ضمن المناطق المصنفة (ج) أي تحت السيطرة الكاملة للاحتلال الاسرائيلي ،والجزء المتبقي يقع  في المناطق المصنفة (ب) أي تحت السيطرة الإدارية  للسلطة الفلسطينية والأمنية لسلطات الاحتلال، بحسب اتفاقية أوسلو 1993. كما وتحاصر المستوطنتين الصهيونيتين القرية المستهدفة بفعل موقعها الذي يشكل حلقة وصل ما بين شمال وجنوب الضفة الغربية.

(المزارع رابي العطواني في أرضه في ياسوف 30/7/2019).

وبعد أن انسحبت قوات الاحتلال، اتجه الفريق لمقابلة عطوفة محافظ مدينة سلفيت اللواء ابراهيم البلوي الذي أفاد بأن " الاعتداء على أراضي ياسوف يهدف بشكل أساسي إلى ربط المستوطنات ببعضها البعض وتقطيع أوصال القرية التي أصبحت تعتبر من أخطر المناطق في المنطقة نظراً  لاعتداء المستوطنين الوحشي  والمستمر على زوارها خاصة من المزارعين أي مالكي أراضيها."

وفي حوار آخر مع رئيس مجلس القرية السيد خالد عبية، فقال:" من الصعب جدا احصاء عدد الانتهاكات التي تتعرض لها قرية ياسوف من قبل المستوطنين والتي ترتكب بشكل مستمر و دائم منذ نشأة مستوطنة تبواح على أراضيها . لقد استعنا بكافة الوسائل والإمكانيات لحماية سكان هذه الأرض، لكننا لا نؤمن بعدالة المحاكم الاسرائيلية باعتبارها محاكم صورية ."  مضيفاً: " القاضي غريمك لمن تشكي همك!"

أما عن حقوق مواطنبن أهل القرية، فأكد رئيس المجلس على انه من الممكن تحقيق العدل من خلال المحاكم الدولية، لكن الحق المسلوب في طبيعة الحال  لا يسترد من المغتصب أو المعتدي بهذه البساطة، مشيراً إلى أهمية موقع القرية  استراتيجياً لسلطات الاحتلال وبالتالي إصرارهم على مصادرة أراضيها ،مشيراً أيضاً لأهميتها التاريخية و الاثرية .

(مجاهد العطواني ابن صاحب الأرض).

فيما تتباع سلطات الاحتلال توسيع وبناء البؤر الاستيطانية  في انتهاك جاسم للنظم الأساسية للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن واتفاقية لاهاي(1907)  ومعاهدة جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب( 1949)، تستمر الاعتدائات الممنهجة على أراضي الدولة الفلسطينية من خلال مصادرة الأراضي وتشريد الأهالي على مراحل زمنية مختلفة كما هو الحال في قرية ياسوف، حيث نهبت سلطات الاحتلال من أراضي القرية 659 دونماً منها لصالح مستوطنتي،  (كفار تبواح) والتي تأسست عام( 1978) وبنيت على 649 دونماً من أراضي القرية ويقطنها 523 مستوطناً. في حين بنيت مستوطنة (اريئيل) على 10 دونمات  من مساحة القرية والتي تأسست عام( 1991) . فيما أنشأ طريق التفافي على ما يزيد عن  عن 155 دونماً بذريعة حماية تنقل المستوطنين في المستوطنات المجاورة والتي بدورها قطعت أوصال أراضي المزارعين في قرية ياسوف ومنعتهم من ممارسة حقهم في زراعة أراضيهم  .

 

 

(أشجار الزيتون المقتلعة على أيدي المستوطنين في ياسوف 30/7/2019).

 

لا يستطيع المحتل  أن يفهم رمزية شجرة الزيتون لدى الوجدان الجماعي للشعب الفلسطيني ،فهو العرس الوطني الذي يحييه أهالي القرى والمدن الفلسطينية سنوياً في موسم قطف الزيتون. وهو بورقه وثماره وعصارته من أهم مكونات المائدة الفلسطينية، وأساس الصناعات التقليدية الفلسطينية  وأكثر الوصفات الطبية شيوعاً لدى الأجداد.  الزيتون حاضر في خيوط الثوب الطرز وفي كلمات الفلكلور والأشعار الفلسطينية ،كما هو حاضر ليس فقط في الكتب السماوية بل أيضاً في ذكرى الأرض والهوية والتاريخ لدى الفلسطيني المهجر في كافة مناطق تواجده في العالم.

 

سيشكل موسم قطف الزيتون في الخريف المقبل منبهاً مؤلماً لأصحاب الأراضي في قرية ياسوف، لكن للمزارع رابي،فسيشهد هذه المره  انتزاع ثمار أشجاره الذي اعتاد أن يقطفها على يد الممستوطنين، وذلك على بعد بضعة أمتار فقط في الأراضي المصادرة المقابلة لأرضه بعد أن قام المستوطنون بغرس شجار المزارع عطياني  في أرض أخرى مصادرة من مزارعين آخرين من ابناء شعبه  ، ليُقتلع شقائه في زراعة وحراثة وتنقيب الأشجار أمام أعينه ، في اعتداء احلالي على الحق الطبيعي للمزارع الفلسطيني للتصرف في أراضيه التي يملكها بموجب أوراق ووثائق قانونية وعلى أهم ركائز الوعي الفلسطيني الجمعي الذي تشكل منذ آلاف السنين والذي سيبقى حاضر كعثرة وسط جميع المحاولات لإنهاء الوجود الفلسطيني. 

 

https://www.youtube.com/watch?v=pgE_4ogwvKM 

 

Print
1425
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى