وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
الخارجية والمغتربين// دولة فلسطين تنتظر موقفاً امريكياً ودولياً حازماً من الاستيطان
2

الخارجية والمغتربين// دولة فلسطين تنتظر موقفاً امريكياً ودولياً حازماً من الاستيطان

 

تتواصل حرب الإحتلال الاستيطانية الاستعمارية والتي اشتدت حلقاتها شراسة في الآونة الأخيرة في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، عبر تصعيد عمليات البناء الإستيطاني وشق الطرق والانفاق الاستيطانية الضخمة، وتركزت بشكل اساس في القدس الشرقية ومحيطها، في محاولة اسرائيلية غير مسبوقة لحسم مستقبل الضفة الغربية المحتلة وبالتالي الصراع من جانب واحد وبقوة الاحتلال، بما يؤدي إلى مزيد من الصعوبات والعراقيل أمام فرص الحل السياسي التفاوضي للصراع ان لم يكن اغلاق الباب نهائيا أمام تحقيق السلام على أساس المرجعيات الدولية المتفق عليها وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين. إن اعلانات البناء الاستيطاني المتتالية التي كان اخرها المصادقة على اقامة 540 وحدة استيطانية جديدة في جبل ابوغنيم، وقرب استكمال شق شوارع وانفاق استيطانية ضخمة في طول الضفة وعرضها لهو دليل قاطع على أن دولة الاحتلال تستنفر مؤسساتها ووزارتها واذرعها كافة، وكأنها في سباق مع الزمن لإسدال الستار على أية جهود دولية تبذل لإعادة اطلاق عملية السلام وتخريبها بشكل مسبق وممنهج وحتى وأدها قبل ولادتها. ذلك كله، يترافق مع حملات مسعورة ينفذها غلاة المستوطنين في كل مكان في الضفة بهدف سرقة المزيد من الارض الفلسطينية، تهجير وطرد المواطنين الفلسطينيين، حشر الفلسطينيين في مناطق سكناهم ومنعهم من التوسع العمراني وتكديسهم في معازل وكنتونات متناثرة، فرض المزيد من التضييقات والقيود عليهم وتصعيد عمليات القمع والتنكيل ضدهم لفرض الاستسلام عليهم ودفعهم للتسليم بالاستيطان ومعالمه الجديدة كأمر واقع يصعب تغييره أو التراجع عنه. هذه الصورة القاتمة نشاهدها بوضوح فيما يجري من اعتداءات استيطانية استفزارية في جميع مناطق الضفة كما يحدث يوميا ضد البلدة القديمة في كل من القدس والخليل، وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وما تواجهه الاغوار المحتلة من عمليات تهجير قسري للمواطنين وسرقة علنية لأرضهم.

تدين الوزارة بأشد العبارات الإستيطان الإستعماري بجميع أشكاله باعتباره جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي، وتعتبره باطلا وغير شرعي، واعتداء صارخا على الشرعية الدولية وقراراتها، وسخرية إسرائيلية رسمية من المنظومة الدولية برمتها. إن العجز الدولي تجاه جريمة الإستيطان، الخوف من دولة الإحتلال، المماطلة أو التردد الحاصل في إطلاق عملية السلام، الاكتفاء ببيانات الادانة الشكلية للاستيطان، وصيغ التعبير عن القلق تجاه تداعياته على حل الدولتين، والاكتفاء بقرارات اممية لاتنفذ وتبقى حبرا على ورق، جميعها تعبر عن تواطؤ دولي مع الإحتلال والاستيطان وتعطي اسرائيل الوقت الكافي لتأبيد احتلالها وسرقتها للارض الفلسطينية. إن هذا المشهد يعطي أهمية بالغة للتحقيقات التي اعلنت عنها المحكمة الجنائية الدولية كبارقة أمل لمحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وكمسار قانوني دولي قد يعيد الاعتبار لارادة السلام الدولية.

هذا المشهد المكثف للمنظومة الاستيطانية الاستعمارية تضع المجتمع الدولي وبما فيها الادارة الامريكية الجديدة امام تحدي خطير، يستوجب منها وتحديداً ادارة بايدن ان يكون لها موقفاً واضحاً وجلياً، ينسجم مع تصريحاتها حول رفضها للاستيطان والضم ومعارضتها للاجراءات الاحادية التي تقوم بها دولة الاحتلال. دولة فلسطين تنتظر من المجتمع الدولي بكافة مكوناته وعلى رأسه ادارة الرئيس بايدن بموقف حازم قوي يجبر دولة الاحتلال على وقف هذه الاجراءات الاستيطانية غير المسبوقة والتي تسارع في اقامتها على امتداد الارض الفلسطينية المحتلة.

 

انتهى

Previous Article وزارة الخارجية والمغتربين// طبيعة وحجم المشاريع الاستيطانية القائمة تهدف لترسيخ الضم ومنع تجسيد الدولة الفلسطينية
Next Article بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني
Print
1307 Rate this article:
No rating

Please login or register to post comments.

شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى