وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close

الأخبار الرئيسية

كلمة  معالي وزير الخارجية والمغتربين  د. رياض المالكي  في اجتماع الدورة لعادية رقم (155) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري
1

كلمة معالي وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي في اجتماع الدورة لعادية رقم (155) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري

كلمة 

معالي وزير الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين

د. رياض المالكي

اجتماع الدورة العادية رقم (155)

لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري

القاهرة، 03 أذار/ مارس 2021

هذا اللقاء الوجاهي الثاني في اقل من شهر، يعكس الجدية التي نعالج بها امورنا، مشاكلنا وقضايانا، آملين التمكن من الاجماع على قراراتنا والالتزام بالعمل على تنفيذها. لكن نأمل ان يعكس أيضا الجدية التي يجب ان نعالج فيها الجائحة كوفيد – 19 وطفراتها المتعددة التي تضرب شعوبنا ومجتمعاتنا بدون رحمة، والتضامن العربي من اجل مواجهتها ووضع خطة مشتركة لتسهيل وصول التطعيمات للجميع بحيث لا نبقي أحدا خلف الركب، وتوفيرها للدول غير المقتدرة ماليا. والا فما المعنى من عملنا وتضامننا وتواجدنا في هذا الإطار الجامع العربي!

خرجنا من الاجتماع الأخير الشهر الماضي بروح تفاءل غير مسبوقة، نادرا ما شعرنا بها خلال السنوات الماضية، حيث طغت حتى الان الازمات الداخلية واجتاحت بلادنا أزمات عميقة وفرت للغرب والاجنبي موطئ قدم. نأمل أن نحافظ على هذه الروحية في اجتماعنا النصف سنوي هذا، آملين ان يكون العام 2021 عام التضامن العربي العربي وعودة الدعم العربي الحقيقي لقضايانا الملحة وعلى راسها القضية الفلسطينية.

وفي إطار الحديث عن القضية الفلسطينية، وجب القول اننا متفائلون أكثر من أي وقت مضى لإنهاء حالة الانقسام التي استمر حوالي خمسة عشر عاما من خلال العمل الجاد نحو الانتخابات، الباب الذي فتح لنا للولوج عبره نحو المصالحة ولم شمل العائلة الفلسطينية الكبيرة. نرفض تدخل أي جهة في هذه الانتخابات، سياسيا او تمويلا، بشكل مباشر او غير مباشر. ونأمل دعم الجميع في تحفيز كل القوى الفلسطينية على العمل لصالح انتخابات ديمقراطية، شفافة، تعكس رغبة الناخب الفلسطيني لمواجهة تحديات المرحلة، وفي منع دولة الاحتلال من التعرض لهذه الانتخابات بمنعها او التأثير فيها، وخاصة في مدينة القدس انتخابا وترشيحا مع حرية الدعاية الانتخابية والحركة قبل الانتخابات وخلالها. والشكر موصول لجمهورية مصر العربية التي رعت هذه الجهود الأخيرة، التي ستستمر حتى استكمال هذا العرس الديمقراطي بعناوينه الثلاث.

في مقابل ذلك، تستمر قوة الاحتلال، إسرائيل بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات اليومية على شعبنا الأعزل، غير آبهة بالتزاماتها المنصوص عليها في القانون الدولي، والقرارات الأممية او حتى الاتفاقيات الثنائية الموقعة. بالأمس فقط أعلنت بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في رد على تصريحات الناطق بلسان الخارجية الامريكية الذي طالبها بوقف الاستيطان او وقف الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين. بالأمس فقط هدمت خربة الحمصة الفوقا للمرة الثالثة، شردت أهلها واعلنتها منطقة عسكرية مغلقة ومنعت سكانها من العودة اليها. بالأمس فقط هدمت العديد من المباني السكنية في مدينة سلوان المتاخمة للبلدة القديمة في القدس واسوارها. بالأمس فقط صادرت الاف الدونمات من الأراضي الخاصة للمواطنين الفلسطينيين. بالأمس فقط قررت مصادرة المزيد من الأراضي لبناء الطرق الالتفافية للمستوطنات او في توسيعها. بالأمس فقط اعتقلت العشرات من المواطنين في القدس وفي بقية الضفة الغربية، من الأطفال والنساء والشيوخ. بالأمس فقط داهمت عديد القرى والاحياء المقدسية لترهيب المواطنين وتذكيرهم بالاحتلال. بالأمس فقط اغرقت الأراضي الزراعية الفلسطينية بالمياه العادمة للمستوطنات. بالأمس فقط حولت عديد المناطق الزراعية في الاغوار الى محميات طبيعية كخطوة أولى نحو ضمها، تماما كما فعلت طوال سنوات الاحتلال الماضية. بالأمس فقط منعت رفع الاذان عن المسجد الابراهيمي في الخليل. وبالأمس فقط اجتاح المستوطنون ساحات المسجد الأقصى للصلاة فيه. بالأمس فقط منعوا الترميمات في داخل القبة المشرفة واعتقلوا العاملين فيها. هذا غيث من فيض مما يقومون به يوميا، وانا هنا لا ابالغ، بالعكس حاولت التخفيف عنكم في ذكر ما قامت به دولة الاحتلال يوم أمس، ويوم أمس كما كل يوم يمر علينا. حدث كل هذا والمجتمع الدولي لا يرى ولا يسمع، متجاهلاً تماماً ان دولة الاحتلال هي دولة احتلال استعماري عنصري، فاشية الرؤية عديمة الاخلاق، انتهازية لأبعد الدرجات، متمردة على القوانين الدولية، متجاهلة التزاماتها، تتصرف كونها فوق القانون، متمسكة بقوتها العسكرية، ترهب دول العالم بسيف اللاسامية، وتستغل حماية الدولة العظمى لها لارتكاب المزيد من جرائمها. هذا الوجه القبيح لدولة الاحتلال وجب رؤيته بوضوح، ويجب المساعدة في أن يراه العالم أجمع، خاصة هؤلاء الذين تبنوا مؤخراً الدفاع عن دولة الاحتلال بشكل لا أخلاقي أمام المحكمة الجنائية الدولية أو امام مجلس حقوق الإنسان يطالبون بإسقاط البند السابع من أجندته بحجة التمييز ضد إسرائيل في قرارات هذه المنظمة الأممية أو حتى الجمعية العامة. نقول لهؤلاء، إنه ومن اجل شطب البند السابع عليهم منع إسرائيل من الاستمرار في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني أولا وعدم التستر عليها والدفاع عنها عندما ترتكب الجرائم وفق تصنيفات القانون الدولي.

شهدنا الشهر الماضي تطورات إيجابية نأمل استدامتها، وبالأخص اجتماع الرباعية الدولية على مستوى المندوبين، ونأمل أن يصدقوا في التزامهم باجتماعات دورية وفي تحملهم مسؤولية إعادة المسار الفلسطيني الإسرائيلي الى وضعه الطبيعي ووقف الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها دولة الاحتلال الإسرائيلي.

متفائلون حيال انعقاد المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا اليه الرئيس محمود عباس، خاصة بعد الاستماع الى عديد المداخلات للدول الأعضاء في مجلس الأمن. لا زلنا بانتظار خطوات تصحيحية من قبل إدارة بايدن فيما يخص القضية الفلسطينية، وإلغاء ما تم اتخاذه من إجراءات وخطوات غير قانونية من قبل إدارة ترامب. لا زلنا بانتظار رؤية ترجمة للتعهدات التي أطلقها الرئيس بايدن ونائبته خلال الحملة الانتخابية، ومستعدين للتفاعل الإيجابي مع أيه إشارات في هذا الاتجاه تسهم في عودة العلاقات الثنائية الأمريكية الفلسطينية الى مسارها الصحيح والطبيعي، وفي اظهار ما يكفي من اهتمام بخصوص ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية برعاية الرباعية الدولية ووفق المرجعيات الدولية المعتمدة.

سمعنا البعض يقول لدينا سنوات أربع وجب اغتنامها مع إدارة بايدن، بمعنى التعامل بإيجابية وانفتاح مع أية مبادرات قد تأتي من هناك، من واشنطن. ونحن نقول لن نفوّت هذه الفرصة في حال جاءت، وسنكون مستعدين لأية مبادرة قد تأتي مستندة الى المبادئ التي توافقنا عليها جميعاً وتوافق معنا فيها المجتمع الدولي.

كما سنكون مستعدين لعودة العلاقات الثنائية لمسارها الصحيح في حماية مصالحنا وقيمنا الفلسطينية العربية التي نشأنا عليها، والتي أثبتنا مدى حرصنا عليها خلال السنوات العجاف من إدارة ترامب.

وأخيراً نتمنى لدولة قطر كل التوفيق في رئاسة هذه الدورة وفي قيادتها هذه المرحلة الهامة في مسار العمل العربي المشترك.

 

Previous Article الوزير د. المالكي يبحث مع نظيره اللبناني آخر المستجدات في فلسطين
Next Article الوزير د. المالكي يعلن عن التحضير لزيارة مرتقبة إلى لاهاي للقاء المدعية العامة للجنائية الدولية لبحث الخطوات المقبلة
Print
1330
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى