وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
مركز الاتصال970 2943140
Close
فلسطين وحركة عدم الانحياز
2

فلسطين وحركة عدم الانحياز

حركة عدم الانحياز

 

تتكون حركة عدم الانحياز من 120 عضوا، يمثلون مصالح وأولويات البلدان النامية في عدة قارات، إضافة إلى فريق رقابة مكون من 17 دولة وعشر منظمات دولية. وتشكل حالياً تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم.


الفكرة والتأسيس

تعد حركة عدم الانحياز إحدى نتائج الحرب العالمية الثانية. وتعود فكرتها إلى مؤتمر باندونغ الذي انعقد في إندونيسيا في أبريل/نيسان 1955، لتؤسس الحركةَ عام 1961 في العاصمة اليوغسلافية بلغراد، وكان ذلك في أوج الحرب الباردة، وآنذاك دعا الرئيس اليوغسلافي المارشال جوزيف تيتو الدول النامية إلى اتباع ما عرف وقتها بالطريق الثالث بعيداً عن استقطاب معسكري الحرب الباردة.

وانضم زعماء آخرون أبرزهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو إلى رؤية تيتو، ثم انعقدت القمة الأولى للحركة في سبتمبر/ أيلول 1961 في بلغراد بحضور ممثلي 25 دولة أسيوية وأفريقية، ثم توالى عقد قممها. 

والحرب الباردة هي مواجهة سياسية وأيديولوجية وأحيانا عسكرية بشكل غير مباشر، دارت أحداثها خلال 1947-1991 بين أكبر قوتين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية هما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي. وكان من مظاهرها انقسام العالم إلى معسكرين: شيوعي يتزعمه الاتحاد السوفياتي وليبرالي تتزعمه الولايات المتحدة. ومع انهيار المعسكر الشرقي، دخل العالم مرحلة جديدة هي عصر الأحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة، وانهارت معه إحدى الركائز التي قامت عليها حركة عدم الانحياز التي كانت تسعى للنأي بعيدا عن الثنائية القطبية.

 

الأهداف
يتمثل الهدف الرئيسي لحركة عدم الانحياز منذ تأسيسها في إقامة تحالف من الدول المستقلة، وإنشاء تيار محايد وغير منحاز مع السياسة الدولية للقوى العظمى في العالم.

وقد تبلورت أهداف الحركة في القمم التي عقدت تباعاً منها: 

. مؤتمر بلغراد (1961) حضرته 25 دولة: أكد على حق تقرير المصير والتخلص من القواعد العسكرية الأجنبية.

ـ مؤتمر القاهرة (1964) حضرته 25 دولة: دعم حركات التحرر الوطني والتعاون الاقتصادي بين دول الحركة.

ـ مؤتمر لوساكا بزامبيا (1970) حضرته 45 دولة: شدد على السلم العالمي وتسريع التنمية الاقتصادية في دول الحرك.

ـ مؤتمر الجزائر (1973) حضرته 79 دولة: أيد الحركات التحررية وأوصى بدراسة التنمية الاقتصادية بدول العالم الثالث.

مؤتمر هافانا (1979): شدد في بيانه على ما يلي: "تحقيق الاستقلال الوطني والسيادة ووحدة الأراضي وأمن الدول غير المنحازة في كفاحها ضد الإمبريالية والاستعمار الجديد والفصل والتمييز العنصري وكل اشكال التدخل الأجنبي، الاستعمار السيطرة، والهيمنة من جانب القوى الكبرى أو الكتل، وتعزيز التضامن بين شعوب العالم الثالث". 

 

عضوية دولة فلسطين في الحركة
بدأت منظمة التحرير الفلسطينية حضور مؤتمرات عدم الانحياز بصفة مراقب اعتباراً من قمة لوساكا عام 1970، ثم أصبحت عضواً كاملاً في الحركة اعتباراً من مؤتمر وزراء خارجية دول الحركة المنعقد في ليما عام 1975، حيث أدرجت قضية فلسطين على جدول الأعمال تحت بند خاص بها بعنوان 'قضية فلسطين ومسألة الشرق الأوسط والأراضي العربية المحتلة'.

وبعد عام طرحت قضية القدس بالاسم في قمة كولومبو-سريلانكا حين طالب المؤتمر الدول الأعضاء بالوقوف 'صفا واحدا في صد مساعي إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال-لتهويد الأراضي المحتلة ولاسيما القدس والخليل ودعوتها لممارسة الضغط على إسرائيل في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة والوصول إلى إمكانية حرمانها من عضوية هذه المنظمات جميعا.

كما أكد أعضاء الحركة دعم فلسطين في العديد من اجتماعات الحركة حيث أكّد رؤساء الدول والحكومات التزامهم بالاتفاق مع جميع الدول والقوى المحبة للسلام باتخاذ جميع التدابير في إطار الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن لمجابهة تحدي إسرائيل المستمر، وأنه يتعين عليهم بصفة خاصة تطبيق كل العقوبات اللازمة بحق إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال، وكذلك فرض الحظر الشامل والإلزامي عليها، وإقصاؤها عن المجتمع الدولي، ومن الضروري أيضا دراسة الإجراءات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي يجب اتخاذها بحق البلدان التي تساند النظام العنصري الصهيوني'. كما أدانت الدول الأعضاء في قمة هافانا -كوبا والتي عقدت في 1979، إسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال-وطلبت إيقاف السياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإزالة المستعمرات فورا، وإعادة الطابع العربي إلى القدس طبقا لقرار مجلس الأمن والجمعية العامة الخاصة بالقدس والمناطق المقدسة، وتم انتخاب فلسطين كنائب للرئيس في المؤتمر، وتم إعادة انتخاب فلسطين كنائب لرئيس مؤتمر نيودلهي – الهند في 1981.

اللجنة الوزارية الخاصة بفلسطين

اعتمدت حركة عدم الانحياز في هياكلها التنظيمية تكوين لجان ومجموعات اتصال وفرق عمل كلما دعت الضرورة، وذلك لإبلاء الانتباه الواجب لقضايا ذات أهمية خاصة ولتنفيذ التوصيات التي تصدر عن المؤتمرات والتنسيق، وتجتمع هذه الهيئات كلما دعت الضرورة لذلك. فقد تم تشكيل اللجنة الوزارية الخاصة بفلسطين للاضطلاع بمسؤولية متابعة التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبحثها وإصدار التوصيات التي ترفع لأعلى هيئة لاتخاذ القرار والمتمثلة بالاجتماعات الوزارية والقمم. حيث تتكون عضوية لجنة فلسطين من 12 دولة تمثل القارات الجغرافية الثلاث آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وتضم اللجنة كل من مصر، والجزائر، وجنوب أفريقيا، والسنغال، وزيمبابوي، وزامبيا، والهند، واندونيسيا، وماليزيا، وبنغلادش، وكوبا وكولومبيا إضافة إلى فلسطين.

وكانت آخر قمة لحركة عدم الانحياز عقدت في جزيرة مارغريتا في فنزويلا عام 2016، حيث أعلنت أن 2017 سيكون عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. واعتمدت اللجنة الوزارية الخاصة بفلسطين التي انعقدت على هامش اجتماعات القمة ال 17 للحركة في فنزويلا "إعلان فلسطين" الذي أكدت فيه دعم الحركة الثابت للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأعربت فيه عن بالغ أسفها للجمود الذي تشهده عملية السلام، مؤكدة حرصها على تقديم كافة أشكال المساندة لدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيما المبادرة الفرنسية ومبادرة السلام العربية.

وأدانت حركة عدم الانحياز في الإعلان الصادر الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في حق الشعب الفلسطيني والممارسات غير القانونية والاستفزازية بالأراضي المحتلة، لاسيما بحرم المسجد الأقصى، فضلا عن سياسة التوسع الاستيطاني غير المشروعة في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، والرامية إلى تغيير الواقع الديموغرافي على الأرض، وتقويض حل الدولتين، مؤكدة على أهمية تحمل إسرائيل لمسؤولياتها كقوة احتلال وفك الحصار المفروض على قطاع غزة. كما طالبت الحركة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لدفع إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- نحو الوفاء بالتزاماتها الدولية، لاسيما المتعلقة بقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وأكدت حركة عدم الانحياز على أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتها.

.

Previous Article فلسطين والاتحاد الافريقي
Next Article فلسطين في منظمة التعاون الاسلامي
Print
3698

Please login or register to post comments.

شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى