وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
الخارجية والمغتربين: كوشنير يتعامل مع الشعب الفلسطيني كمجموعات سكانية غير مؤهلة
6

الخارجية والمغتربين: كوشنير يتعامل مع الشعب الفلسطيني كمجموعات سكانية غير مؤهلة

منذ توليه مقاليد منصبه في البيت الابيض كمستشار للرئيس الامريكي دونالد ترامب حتى الآن، يتعمد كوشنير وعن سبق إصرار عدم الحديث عن أي من حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، ويتجاهل جميع الصيغ السياسية والقانونية التي تعبر عنها خاصة تلك التي اعتمدتها الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، فلم يصدف أن تحدث كوشنير في أي تصريح له عن حق تقرير المصير للفلسطينيين، او استخدم مثلا تسمية الشعب الفلسطيني أو حقوق الانسان الفلسطيني او أن الشعب الفلسطيني بحاجة أو يستحق دولة مستقلة أسوة بالشعوب الأخرى، أو حقهم في الحرية والاستقلال، أو حقهم في العودة إلى أرض وطنهم أو وطن الفلسطينيين وغيرها، بما يؤكد أن كوشنير يتعامل مع الشعب الفلسطيني وينظر له كمجموعات بشرية تسكن في هذه المنطقة وعلى هامشها. وفي أحسن أحواله يعترف كوشنير ببعض الامتيازات المدنية لهذه المجموعات كما جاء في صيغة وعد بلفور، وأن أفضل شيء يمكن أن يقدم لها رفع مستوى معيشتها قليلاً وتحسين ظروف حياتها لأنها "لا تستحق أكثر من ذلك"، والمأساة هنا أن كوشنير يتوقع من الفلسطينيين أن يفرحوا بتلك الامتيازات ويهللوا لها وكأنها رأس آمالهم وقمة طموحاتهم، في نظرة عنصرية استعلائية لا تعترف بحقوق شعبنا السياسية، وتنكر عليه صفة الإنسانية. لذلك كان من السهل على كوشنير وفريقه تصميم صفقة القرن وفقا لهذه النظرة، ولم يجد أية صعوبة لحشر الشعب الفلسطيني في كنتونات ومعازل وبانتوستونات لا رابط بينها إلا طرق وبوابات حديدية لا تفتح لحركة تلك المجموعات البشربة إلا بقرار من المستعمر الاسرائيلي، وهذا يعني أن كوشنير يفترض أن الفلسطينيين غير مؤهلين يجب حجزهم في معتقلات كبيرة حتى يتم تدريبهم وإعادة تثقيفهم وإعادة تأهيلهم حتى يصلوا لمصاف الشعوب الاخرى الانسانية المتحضرة، وكأننا وفقًا لتصوراته في مراتب " متخلفة ومتأخرة" من المجموعات السكانية.

من الواضح أن كوشنير انثروبولوجي بارع ذو اطلاع موسوعي في تاريخ وثقافات وأدبيات الشعوب، ووصل لهذا الاستنتاج الدوني بعد قراءة معمقة قام بها لمئات الكتب والابحاث والدراسات، أكثر منه استنتاجًا ينم عن قلة التجربة والعمى الأيديولوجي الظلامي والجهل، في تجسيد واضح "للشخصية الشمعية" ليس أكثر. إذن يمكننا أن نؤكد أن كوشنير حفظ الدرس الذي لقنوه، ويواصل تكراره عن ظهر قلب ولا يستطيع الخروج عن مفرداته ومفاهيمه. علموه وحددوا له إطار الحديث ومسار تفكيره ولم يزودوه بأية معلومات عن المتغيرات الجديدة لدرجة يعبر معها أحيانًا عن صدمته واستغرابه من أية مواقف او آراء تتعلق بالحقوق الوطنية والانسانية والسياسية للشعب الفلسطيني.

Previous Article الخارجية والمغتربين // الاتصالات الدولية مع الرئيس دعماً لموقفه الرافض لصفقة القرن
Next Article الخارجية والمغتربين تُحذر: الإحتلال ينتقم من شعبنا لرفضه صفقة القرن
Print
1020 Rate this article:
No rating

Please login or register to post comments.

شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى