وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
الخارجية والمغتربين:  خطاب بومبيو تزوير عنيف للحقائق وتدمير ممنهج للمنظومة الدولية
6

الخارجية والمغتربين: خطاب بومبيو تزوير عنيف للحقائق وتدمير ممنهج للمنظومة الدولية

     من استمع إلى كلمة بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية أمام الأيباك تختلط عليه الأمور ويتبادر إلى ذهنه أنه يستمع إلى أحد قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، من حيث حجم الولاء والتملك الذي أبداه بومبيو أثناء تقديمه لما يشبه كشف حساب أو تقرير حول القرارات والمواقف التي اتخذتها إدارة الرئيس ترامب لصالح دولة الاحتلال والاستيطان، والتي صنفها بومبيو كإنجازات، متفاخراً بمستوى "حب" إدارة الرئيس ترامب وفريقها لإسرائيل، رابطاً تطور الشرق الأوسط ومستقبله بمدى احتضان دولة لدولة الاحتلال، كما يتبادر إلى ذهن المستمع أيضاً أنه أمام واعظ يقوم بدور تبشيري ويقدم الفتاوى ويتلاعب بالألفاظ لكسب رضى وود جمهور ترامب والتيار المسيحي اليميني المُتصهين. في ذات الوقت، اختار بومبيو توجيه عدد من الانتقادات لعديد الأطراف التي تقوم بانتقاد انحياز إدارة ترامب لإسرائيل والانتصار للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها بمن فيهم أعضاء الكونغرس الأمريكي، وصبّ جام غضبه على مجلس حقوق الإنسان بسبب قاعدة البيانات التي نشرها، متوعداً بإجراءات عقابية و إخطارات للدول ولكل من يحاول المساس بالشركات الأمريكية العاملة في المستوطنات، وتماماً مما يفعل في العادة نتنياهو عمل بومبيو على ربط توجيه الانتقاد لإسرائيل وتصنيفه كمعاداة للسامية، في محاولة لإخماد أية انتقادات دولية لجرائم وانتهاكات الاحتلال، مدعياً أن ما تقوله وتفعله إدارة ترامب هو "الحقيقة" بعينها، في قلب تعسفي وعنيف لحقائق الصراع والتاريخ والواقع. ولم ينسى بومبيو تكرار اسطوانة نتنياهو المشروخة عن حجم التطبيع المزعوم بين إسرائيل والعرب، في سياق محاولاته المستميتة للتغطية على جرائم الاحتلال والاستيطان ولتبريرها وتسويقها كحق لإسرائيل تحت شعار "النزاع" بين طرفين ودون الاعتراف بأي من حقوق الشعب الفلسطيني في أرض وطنه.

     تدين الوزارة بأشد العبارات مواقف بومبيو، وتعتبرها ترجمة لبنود صفقة القرن، واعتناقاً أيديولوجياً لإسرائيل واحتلالها الأرض الفلسطينية واستيطانها فيها، واعترافاً أمريكياً رسمياً بالانقلاب على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كمان أنها عكست منطق البلطجة والقوة الذي تتبناه إدارة ترامب في سياستها الخارجية بديلاً عن القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، وكما لجأ نتنياهو بتقديم وعود بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة لتحسين فرصه الانتخابية أقدم بومبيو على تقديم جملة كبيرة من السخاء والكرم لكسب أصوات اليهود في الانتخابات الأمريكية القادمة على حساب الحقوق الفلسطينية في ما يشبه البيان الانتخابي المسبق. أخيراً نصب بومبيو نفسه ومواقفه ورؤاه كبديل وحيد لجميع المؤسسات الدولية بما فيها الأمم المتحدة والجنائية الدولية ومجلس حقوق الإنسان وغيرها من المؤسسات الأممية

 

     ترى الوزارة أن تصريحات بومبيو العنصرية هي تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي والدول وللشرعية الدولية وقراراتها، واستكمالاً  لتقويض أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية. إن صمت العالم على مثل هذه المواقف الانقلابية ليس تعبيراً عن العجز الدولي فحسب، وإنما شكلاً من أشكال التواطؤ في تهميش دور الأمم المتحدة وخلخلة مرتكزات النظام الدولي القائم بهدف إعادة تشكيله وبنائه وفقاً لشريعة الغاب وعنجهية القوة.

Previous Article الخارجية والمغتربين: خطاب نتنياهو بعد الفوز يؤكد أنه ليس شريكاً للسلام
Next Article الخارجية والمغتربين: تطالب بصحوة دولية عاجلة لوقف تنفيذ صفقة القرن على الأرض
Print
920 Rate this article:
No rating

Please login or register to post comments.

شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى