الخارجية والمغتربين: تمديد ولاية " الاونروا " رد دولي طبيعي للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية عليها
انجاز آخر تحققه الدبلوماسية الفلسطينية يضاف إلى انجازاتها المتواصلة على المستوى الدولي دفاعاً عن الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني وفي مواجهة التغول الأمريكي الإسرائيلي على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، وتمثل هذا الانجاز في التصويت الأممي الساحق لصالح تمديد مهمة عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيينين " الاونروا " لثلاث سنوات، والذي استكمل في التصويت بالاغلبية الكبيرة عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما وصوتت بذات الغالبية على جميع القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية.
إن الوزارة إذ تتقدم بالشكر الجزيل لجميع الدول التي صوتت لصالح قرار تمديد مهمة عمل " الاونروا "، وتلك التي عملت جاهدة لإنجاحه وعلى الأخص الشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية، فإنها ترى أن هذا الاجماع الدولي يمثل استفتاءاً اممياً على تمسك المجتمع الدولي بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194. أكد هذا القرار على أن دولة فلسطين لا تقف لوحدها في خنادق المواجهة الدولية، وإنما تحظى بدعم وإسناد غالبية دول العالم لعدالة قضيتها، وهو يعني أيضاً أن سياسة التهديد والوعيد والابتزاز والتنمر الامريكية الإسرائيلية ضد الوكالة فشلت فشلاً ذريعاً، وهو ما عكسه حجم التصويت الدولي لصالح تمديد ولايتها. إن الالتفاف الدولي حول الاونروا يؤكد على فشل المحاولات الأمريكية الإسرائيلية لتشويهها والتشكيك في مصداقيتها والضغط على الدول لوقف تمويل عملياتها، ويعكس في ذات الوقت قناعة غالبية دول العالم بالدور الإنساني الذي تقوم به الوكالة منذ نشأتها خاصة في الظروف الصعبة الراهنة. إن تجديد ولاية الاونروا لثلاث سنوات قادمة يوفر الفرصة للقائمين على أعمال الوكالة للتركيز على حشد الاموال اللازمة للقيام بمهامها ومسؤولياتها.
تشدد الوزارة على أن سياسة الابتزاز الأمريكية الاسرائيلية ورغم قوتها وتأثيرها على بعض الدول فشلت أمام التفاف غالبية دول العالم وتمسكها بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، وبالرغم من أن المعركة مرتبطة اساساً بتجديد وكالة الاونروا إلا أنها عكست معركة اكبر ارتبطت بمحاولات الادارة الامريكية فرض رؤيتها الاحادية والمنحازة على المجتمع الدولي انطلاقا من معركة الاونروا، وامتداداً لمعارك أخرى عديدة سوف تصيب دولاً آخرى ومصالحها.
ان الوزارة إذ تحيي بعثتها في نيويورك وبعثاتها الأخرى على الجهود الكبيرة التي بذلتها في هذه المعركة، فإنها تطالب بترجمة هذا الاجماع الدولي الى دعم مالي حقيقي يُمكّن الاونروا من القيام بمهامها وتنفيذ برامجها الانسانية على اكمل وجه تجاه اللاجئين الفلسطينيين ريثما يحصلوا على حقوقهم المشروعة.