وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
بيت سكاريا: معركة وجود وصراع بقاء في مواجهة المحتل
2
/ Categories: آخر ألاخبار

بيت سكاريا: معركة وجود وصراع بقاء في مواجهة المحتل

يعتبر المزارع جمال عودة واحد من 650 شخص يعيشون في قرية بيت سكاريا جنوب غرب مدينة بيت لحم التي تقع داخل التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، ويتعرضون يومياً لمضايقات تنتجها سياسيات التطهير العرقي الممنهج التي يمارسها  الاحتلال الاسرائيلي  والتي تهدف إلى افراغ القرية من مكوناتها الديموغرافية و طرد أهاليها قسراً والاستيلاء على ما تبقى من أراضيهم. فمنذ العام 1967 قامت الحكومات الاسرائيلية المتتابعة ببناء 15 مستوطنة يقطنها ما يقارب 23 ألف مستوطن على أراضي قرية بيت سكاريا التي تقع ضمن المناطق المصنفة (ج) أي تحت السيطرة الكاملة للاحتلال الاسرائيلي حسب اتفاقية اوسلو 1993  ، وقد صادر الاحتلال 2000 دونم من أصل 9000 دونم من أراضي القرية.

" انتو ازرعوا واحنا منخلع"  هذه هي العبارة التي  وجدها المزارع جمال عودة على أحد الصخور في أرضه في قرية بيت سكاريا بعد أن اقتحم المستوطنين أرضه وقطعوا أشجاره التي كانت ثمارها ليس فقط قوت للعائلة بل مصدراً لرزقهم أيضاً.

"أنا مزارع بعيش من هذه الأرض، نزلت على أرضي لقيت كل الدوالي فيها منّشرات، أنا عايش من هدول الدوالي، كل معيشتي منهن، لابشتغل ولا اشي، فأبو إبراهيم (رئيس المجلس القروي) اتصل على الشرطة وأجوا شافوا الوضع، قلتلهم هي الكاميرا شايفها بتقدر بخمس دقايق تعرف مين نشرلي شجراتي، فصار يقلي الك أعداء يعني من أهل القرية أو غيره، قلتله لا فش الي أعداء، أعدائي هم المستوطنين وأكيد هم الي نشّروا الشجرات، وفعلاً طلعوا مقتحمين أرضي وناشرين شجراتها ومش تاركينلي غير تهديدهم بتكرار الخلع ." يقول المزارع عودة وهو يتجول بين اشجاره التي امست جذوع تقتات عليها الحشرات ويتابع "الاحتلال كمان بمنعنا من انه ندخل مبيدات (خاصة الكبريت الناشف والأدوية الفعالة) تساعد الشجر ليكبر، لهيك محاصيلنا وفوق ما بينشرو شجرها صارت تخرب! بقينا نرش رشة وحدة كبريت تضل طول السنة مفعولها على الدوالي."

لا تكتف قوات الاحتلال من فرض سيطرتها على الأراضي وتوسيع البؤر الاستيطانية عبر قرارات غير شرعية تخالف القانون الدولي وميثاق روما، يقول رئيس مجلس القرية السيد محمد عطالله، بل وتعمل  أيضاً على فرض واقع جديد يؤثر على كل مناحي الحياة ابتداء من انتهاك حرية الحركة والتنقل عبر إقامة حاجز عسكري ونقطة تفتيش على مداخل القرية بحيث يسمح لاهالي القرية الدخول فقط عبر سيارات خاصة ويتطلب من الزائرين اصدار تصاريح لزيارة القرية،  مرورا بعمليات الهدم التي تتخللها اخطارات واوامر هدم طبقت 7 مرات و تستهدف حالياً ثلث أهالي القرية  والتي سبق وهدمت مأذنة القرية ومنعت انشاء عيادة صحية لاهالي القرية، وصولاً إلى معركة الوجود التي يكللها عنف المستوطنين ومضايقات قوات الاحتلال على الحاجز العسكري الذي لايستثني النساء والأطفال وطلاب المدارس ، ويضيف عطا الله، ان منع قوات الاحتلال لسكان القرية من بناء بيوت لهم وتوسعة بيوتهم الحالية أدى الى هجرة بعض السكان الى قرى ومناطق مجاورة، فسكان القرية في نقص مستمر جراء سياسات الاحتلال الممنهجة ضد الوجود الفلسطيني، ناهيك على عدم وجود مركز طبي لسكان القرية يقدم خدماته باستمرار في حال حدوث طارئ، بالاضافة الى اعاقة قوات الاحتلال  وصول سيارات الاسعاف داخل القرية، كل هذه الاجراءات اجبرت بعض السكان الى البحث عن مكان آخر وهجرة القرية.

  يتابع طاقم وحدة الاعلام جولته بالقرية، ليقف عند مدرسة النبي زكريا الاساسية المختلطة، حيث اطلع عن كثب على ما تعانيه القرية جراء سياسية الاحتلال الاسرائيلي، وتقول مديرة المدرسة السيدة نسرين شريعة، نواجه يومياً إذلال جنود الاحتلال على الحاجز للتنقل من منزلها في مخيم دهيشة إلى قرية بيت سكاريا ، وأن وجود المدرسة بحد ذاته هو تصدٍ وتحدٍ وانجاز عظيم في ظل المضايقات التي يواجها 13 معلم و45 طالب يومياً للوصول إلى المدرسة.

تمنع سلطات الاحتلال إدارة المدرسة من التوسع بالمدرسة ، فيؤدي حصر مجال البناء المسموح به إلى نقص بالغرف الصفية وعدم السماح بوجود مكتبة أو مختبرات  علوم وحاسوب. وقد ساهمت المدرسة في عمل باص متنقل لمواجهة صعوبة حرية التنقل للطلاب والمعلمين من جهة وحماية طلابها خاصة الاناث منهم من اعتداءات المستوطنين من جهة أخرى والتي كانت تعتبر سبباً رئيسياً  لتسرب الطلاب وعدم تشجيعهم لخوض رحلة الوصول إلى المدرسة يومياً.

وتضيف مديرة المدرسة "مدرستنا مبنية بدون اساسات سطحها مصنوع من الزينكو ، احنا موجودين بوسط مستوطنة غوش عتصيون، وهي مستوطنة كثير لئيمة كل يوم منعبر حاجز المستوطنة الي منسمي مثلث الموت."  وتتابع المديرة نسرين قائلة " المدرسة صغيرة بحجمها بس كبيرة بصمودها."

لا تزال نكبة التطهير العرقي في قرية بيت سكاريا مستمرة ولا يزال صمود أهالي القرية وتصديهم لابشع واسوء الانتهاكات مستمر أيضاً ويتجسد سنوياً في فعاليات من ضمنها مهرجان "البقجة" الذي يتم فيه توزيع "بقج غذائية"  من منتجات القرية كرسالة واضحة للاحتلال تعبر عن التمسك والصمود والبقاء في وجه الجريمة الانسانية التي يومياً دون كلل بحق أهالي القرية .

 

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=zzaBqlf5wls&feature=youtu.be&fbclid=IwAR3YSSgYhEeSuBlQSMWqpA60asGLzvVw0x5frn_9wtASWZ3ITlLw5VbJw0k

اعداد وتقرير: ايهاب عمر / صوفيا دعيبس/ امجد سالم

مونتاج: د.محمد بدر 

 

 

 

Print
1568
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى