وزارة الخارجية والمغتربين

إنتظر قليلاً من الوقت...

تابعونا
en-USar-JO
مركز الاتصال970 2943140
Close
الأسير رجائي عبد القادر:  رحلة علاجي بدأت منذ الافراج عني من سجون الاحتلال
2
/ Categories: آخر ألاخبار

الأسير رجائي عبد القادر:  رحلة علاجي بدأت منذ الافراج عني من سجون الاحتلال

"في اللحظة التي خرجت بها من الزنزانة إلى الحرية بدأت حالتي الصحية بالتحسن." يقول الأسير رجائي عد القادر (35 عام)  من مخيم  دير عمار في محافظة رام الله والذي اكتشف اصابته بمرض السرطان في سجن النقب الاسرائيلي بعد عام واحد من اعتقاله.

" شعرت بأوجاع كثيرة وقد طلب مني الصمود والتحمل والاكتفاء بالمسكنات حتى تم نقلي إلى المشفى ومكثت هناك أربعة أيام وأنا مكبل تماماً تحت تأثير البنج الكامل" ،يتابع الأسير رجائي الذي حكم عليه بالسجن لمدة 44 شهر من قبل سلطات الإحتلال الاسرائيلية.

(صورة)

لم يحصل الأسير رجائي على أي تفسير أو تشخيص لحالته حتى اكتشف اجراء عملية جراحية  له  دون علمه  حين نقل للمشفى أول مرة  إلى أن تم إخباره باصابته بسرطان البروستات  ، بينما كان لايزال يجلس بين 7 أسرى آخرين في إحدى الزنزين الباردة التي لا تشبه البت الحجر الصحي الذي كان يحتاجه رجائي في ظل الوضع الصحي المتدني الذي كان قد وصل له بعد شهرين  من خروجه من المشفى وذلك بعد مماطلة الإحتلال بالإفصاح عن مرضه.

ويذكر أن عدد  الأسرى المرضى في السجون الإسرائيلية كان قد تجاوز  الــ (700) أسير وأسيرة، منهم نحو (170) حالة مرضية صعبة وخطيرة، بينها (25) مريضاً مصاباً بالسرطان أخطرهم حالة الأسير سامي أبو دياك، و(17) أسيرا يقيمون بشكل شبه دائم فيما تسمى "مستشفى الرملة"، وفقاً للتقرير الصادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين للعام 2019.  ويعاني الأسرى المرضى من ظروف اعتقال سيئة، تتمثل في: قلة التهوية، والرطوبة الشديدة، والاكتظاظ؛ وانتشار للحشرات والقوارض، إضافة إلى عدم تنظيف السجن لتوفير بيئة آمنة تساهم في علاج الأسرى المرضى.

ومن الجدير بالإشارة  إلى أن الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات السجون الاسرائيلية  قد أدى إلى استشهاد الأسير بسام السايح (47 عاما) الذي عانى  من مرض السرطان من محافظة نابلس يوم 8 سبتمبر 2019 والذي تم اعتقاله في عام 2015، وهو مصاب بسرطان العظام منذ عام 2011، وسرطان الدم منذ عام 2013. الأمر الذي يشكل خرقاً فاضحاً لمواد (29 و30 و31) من اتفاقية جنيف الثالثة، والمواد (91 و92) من اتفاقية جنيف الرابعة"، والتي أوجبت حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لهم.

(صورة)

 

 

" أذكر الألم الذي كان يشتاح جسدي في الطريق إلى المشفى في البوسطة أي العربة الحديدة التي كانت تنقل ما يزيد عن 20 أسير أحياناً، حيث كنا نجلس جميعاُ في مساحة ضيقة دون وجود أي نوافذ أو امكانية لاستخدام المرحاض مقيدين بالكلبشات التي تخترق الشرايين في الأيدي والأرجل طول الطريق التي كانت تستغرق ما يزيد عن 15 ساعات أحياناً. "

وقد قامت قوات الإحتلال بدورها برفض قرار اللجنة المعنية بالإفراج المبكر عن الأسير عبد القادر بعد أن تفاقمت حالته الصحية حين تم اكتشاف تضررر الكبد والرئة أيضاً بذريعة ضرورة نقله إلى سجل إيشل ليصبح قريب من مستشفى سوروكا لمباشرة علاجه الكيميائي الذي تلقاه بعد جهود حثيثة ، وذلك رغم جميع الضغوطات المحلية والدولية للإفراج عنه .

وعند الوصول إلى المشفى كانت رحلة العلاج العسيرة تستمر لما يزيد عن ثمانية ساعات تبعاً لما يقوله الأسير عبد القادر، مما يفقده الطاقة والمناعة ويتطلب الراحة الكاملة والرعاية الصحية والغذائية الدقيقة التي استبدلت بأعداد مكدسة من الأسرى في زنزانته ولحوم مجمدة تقدم لإطعامه عدى عن غياب المتابعة النفسية من إخصائيين أو توفير بيئة نفسية مريحة للأسير كي يستفيد من العلاج. " لقد كنت أخذ الجرعات دون الاحساس بأي تقدم أو تحسن ، وقد كان هم طريق العودة كافياً لتفاقم صعوبة حالتي النفسية التي كانت تزداد سوءاً يوما تلو الآخر إضافة إلى غياب الدعم الذي كنت أحتاجه من عائلتي وأصدقائي .

" لقد حاولت مراراً التحلي بالشجاعة والصمود أمام عائلتي المكونة من أطفالي الثلاثة وزوجتي. " يتابع الأسير رجائي الذي لم يحصل على أي استثناء لرؤية عائلته  او تواجدها من حوله طوال فترة علاجه، فيتابع متحدثاً عن الزيارات التي لم يستطع تلقيها بسبب وجوده في المشفى . " لا يوجد لدى الأسير خيار الانكسار أمام عائلته مهما بلغ سوء حالته أو مرضه في السجن، فانا كنت المسؤول عن اعطاء المعنويات والأمل لعائلتي التي قامت بالقدوم لثلاث مرات دون أن تستطيع رؤيتي والاطمئنان علي  ."

(صورة)

يقول عبد القادر أن حالته الصحية بدأت فعلاً بالتحسن تزامناً مع انتهاء فترة محكوميته وانتزاعه حريته بعد معانات طويلة مع المرض استمرت عامين مشيداً بدور الجهات الحكومية والغير حكومية الفلسطينية التي تابعت حالته عن كثب وساندته في فترة تلقي العلاج ما بعد الإفراج عنه.

وقف  رجائي في رحاب وزارة الخارجية والمغتربين محدثاً طاقم وحدة الاعلام عن تجربته بكل قوة وصرامة بالرغم عن ما كانت تحمله من حزن وألم لاتزال آثاره واضحة في صوته وعيونه بينما كان ينشاد العالم لانقاذ اصدقاءه الاسرى المصابين بمرض السرطان في سجون الاحتلال وضرورة تحمل دولة اسرائيل المسؤولية الاخلاقية والانسانية تجاه الأسرى الفلسطينيين المرضى الذين يحتاجون هذه العناية كي لا يمسو في عداد شهداء الوطن .

Print
908
شروط الاستخدام الخصوصية جميع الحقوق محفوظة 2024 وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
العودة إلى أعلى