فلسطين والاتحاد الافريقي

التأسيس

الاتحاد الافريقي هو أحد أهم المنظمات الدولية والاقليمية ذات الثقل السياسي والدبلوماسي، وجاءت خلفاً لمنظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست في عام 1963م، بعضوية 32 دولة في حينه، وذلك في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا التي تم اختيارها لتكون مقراً للمنظمة ومن بعدها للاتحاد. ويعتبر تاريخ 26 أيار مايو 2001، هو التاريخ الفاصل في تاريخ القارة الأفريقية، حيث شهد ولادة الاتحاد الأفريقي كوريث لمنظمة الوحدة الأفريقية، بعضوية 55 دولة، وفق وثائق الاتحاد.  وتم في يوليو تموز 2002 الإعلان رسمياً عن انطلاق الاتحاد الإفريقي خلال قمة دربان في جنوب افريقيا، هذا الاتحاد الذي يتميز بالشمول والمرونة، ويضم آليات قارية أكثر استجابة للتعاطي مع تحديات القرن الحادي والعشرين.

الأهداف

سعت منظمة الوحدة الافريقية ومن بعدها الاتحاد الافريقي، من خلال جهودها لتحقيق المزيد من التضامن والتكامل الى تحقيق الأهداف التالية:

1. تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الافريقية.
2. التنسيق وتكثيف التعاون والجهود من أجل حياة أفضل لشعوب القارة السمراء.
3. الدفاع عن السيادة الوطنية والاستقلال وسلامة أراضي الدول الافريقية.
4. التخلص من كل أشكال الاستعمار والعنصرية (الابرتايد).
5. تطوير التعاون الدولي استناداً الى ميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان.

كما يحمل الاتحاد رؤية يسعى الى ترجمتها الى ارض الواقع من خلال الأهداف المعلنة والخطط والبرامج التي يتم تبنيها في هذا الإطار، هذه الرؤية تتمثل في (افريقيا متكاملة ومزدهرة وسليمة تتم بمواطنيها وتُمثل قوة ديناميكية في الساحة الدولية). ومن أجل تحقيق أهدافه، تبنى الاتحاد الافريقي أجندة 2063 التي تشكل اطاراً استراتيجياً لتحقيق التحول الاجتماعي والاقتصادي وتكامل افريقي.

الأجهزة

من أجل القيام بمهامه يضم الاتحاد الافريقي الأجهزة التالية:

1. مؤتمر القمة
2. المجلس التنفيذي
3. لجنة الممثلين الدائمين
4. مجلس السلم والأمن
5. اللجان الفنية المتخصصة
6. مفوضية الاتحاد الافريقي
7. المؤسسات القضائية والقانونية وحماية حقوق الانسان
8. البرلمان الافريقي
9. المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي
10. المجموعات الاقتصادية الإقليمية
11. المؤسسات والأجهزة المتخصصة

مشاركة دولة فلسطين في أعمال القمم الافريقية

تشارك دولة فلسطين، منذ زمن منظمة الوحدة الافريقية، كضيف شرف في القمم الافريقية، التي تترأسها الدول الافريقية لمدة عام واحد بالتناوب، من خلال القاء سيادة الرئيس لخطاب أمام رؤساء الدول والحكومات والوفود بالإضافة الى عقد لقاءات ثنائية على هامش هذه القمم مع الزعماء الافارقة المشاركين. حيث تشكل هذه المشاركات فرص مهمة لتعزيز التواصل وتنسيق المواقف مع الدول الافريقية لضمان استمرار دعمهم للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، على المستوى المتعدد، بالإضافة الى أهميتها في تعزيز فرص التعاون على المستوى الثنائي. كما يصدر عن القمم الافريقية، التي أصبحت تنعقد مرة واحدة في العام ابتداءً من العام 2019، لأسباب مادية، عوضاً عن مرتين كما كان في السابق، بيانات ختامية حول العديد من القضايا، بما فيها الوضع في فلسطين والشرق الأوسط، تتضمن مواقف الاتحاد الافريقي ودوله الأعضاء حول ضرورة ارساء السلام والاستقرار في المنطقة من خلال المدخل الرئيسي المتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ان الحضور الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية، رغم الانشغالات والتحديات التي تعاني منها القارة الافريقية، يعود الى التاريخ النضالي المشترك ضد الاحتلال والعنصرية والى الدعم المبدئي للدول وللشعوب الافريقية للنضال المستمر للشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله.